حوار مع الصحـــــابي
كتب/ على مهران
الزبير بن العوام – رضي الله عنه – .
لكل نبي حواريين ، وحواري رسول الله من خيرة الصحابة – رضى الله عنه –وأرضاه ، أو ل من سل سيفه في الإسلام ، إنه الزبير بن العوام ، القرشي الأسدي .
(م : المحاور ، ض : الضيف ).
م : السلام عليكم يا حواري رسول الله
عرفنا بنفسك .
ض: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وأمي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ، عمة النبي – صلى الله عليه وسلم –
ميلادي بمكة سنة 28 ق هـ ، لي ثلاثة أخوة ، وهم :
السائب بن العوام ، أسلم ، واستشهد في معركة اليمامة .
عبد الرحمن بن العوام ، كان اسمه عبد الكعبة ، فغير النبي اسمه إلى عبد الرحمن استشهد يوم اليرموك عبد الله بن العوام ، قتل وهو مشرك .
م : كلمنا عن النشأة ؟
ض : نشأت يتيما ، فقد مات أبي في حرب الفجار من ثقيف وقال قائلهم، منا الذي ترك العوام متجدلا تنتابه الطير لحما بين أحجار .
م : وما كانت تربيتك بعد مقتل أبيك ؟!
ض: أمي كانت صارمة في تربيتي وكانت تغلظ عليّ ، حتى قال لها عمي نوفل بن خويلد : ضربك له ضرب مبغضة ، فقالت في ذلك شعرا :
من قال إني أبغضه فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب. ويهزم الجيش ويأتي بالسلب ولا يكن لماله حيا محب .
م: ما السمات الشخصية لديك يا حواري رسول الله ؟
ض: سماتي يتضح منها الطول ، فعند الركوب تتدلى ساقاي إلى الأرض ، خفيف اللحية والعارضين، ماذا عن إسلامك ؟!
ض: أسلمت مبكرا ، فأنا أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر ، وكنت في مستهل العمر، فكنا نحن الثمانية السابقين للإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم .
م: هل نالك ما نال السابقين من العذاب ؟!.
ض: نعم ، فكان عمي نوفل يجذبني ويجعلني في حصير معلق ، ويدخن عليّ ، ولما علم بثباتي تركني
م : ما قصة إن سيفك أول ما سل في الإسلام ؟!
ض: سرت شائعة أن النبي أخذ بأعلى مكة ، فاسرعت وسللت سيفي متجها إلى النبي ، فتعجب الناس ، ما بال الفتي يسل سيفه، فقابلته
فقال لي : مالك يا زبير ؟فأخبرته عما سمعت ، فقال : فكنت صانعا ماذا ؟ ، قلت : كنت أضرب به من أخذك ، فدعا لي النبي – صلى الله عليه وسلم – ولسيفي ، لذلك قالوا : سيف الزبير أول سيف سل في الآسلام .
م : هل هاجرت إلى الحبشة ؟!
ض : نعم ،هاجرنا بعدما اشتد أذى المشركين ، فأذن لنا النبي فقال: ” لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملك لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه ” فخرجنا إلى بحر القلزم (الأحمر ) وأمّرنا عثمان بن مظعون .
م : وماذا عن الهجرة إلى يثرب ؟!
ض : أثناء الهجرة كنت بالشام مع قافلة تجارية ، وفي عودتي قابلت الرسول وصاحبه وكسوتهما ثيابا بيضاء ، وعند نزولي المدينة المنورة نزلت على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح ، وآخى النبي بيني وبين عبد الله بن مسعود ، وقد آخى النبي بيني وبين طلحة قبل الهجرة .
م : نريدة قبسا عن الزوجات والأولاد.
ض: تزوجت أسماء بنت أبي بكر فأنجبت لي : عبد الله ومصعب وعروة والمنذر وعاصم والمهاجروخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة .
وتزوجت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، فجاء منها : خالد ، وعمرو ، وحبيبة ، وسودة ، وهند .
وتزوجت أم الرباب بنت أنيف وجاء منها :مصعب و حمزة ورملة .
وتزوجت زينب بنت مرثد وجاء منها : عبيدة وجعفر .
وتزوجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وجاء منها زينب
وتزوجت الحلال بنت قيس وجاء منها خديجة الصغرى .
م : هل لمولد ابنك عبد الله مغزى ؟
ض : نعم ، جاءت فترة بعد الهجرة ، لم يلد للمهاجرين ولدا ، فقيل : سحرهم اليهود ، فلماء جاء عبد الله ابني كان أول مولود للمهاجرين ، فسعد الناس وكبروا وهللوا وعلت الأصوات ورجت المدينة .
م : بم نقشت غزوة الخندق في ذاكرتك ؟
ض: غزوة الخندق تمثل لي ذكريات ، ففيها أعانني الله على قتل نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي ، فشققته شقين ، وقلت في ذلك شعرا.
إني امرؤ أحمي وأحتمي عن النبي المصطفى الأمي .
ولما سرت الشائعات أن بني قريظة نقضت العهد ، فخشي النبي من ذلك فقال : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقلت : أنا ، فقال النبي : من يأتينا بخبر القوم ؟ ، فقلت : أنا ، ثم قال : من يأتينا بخبر القوم ؟، فقلت : أنا .. ثم قال : لكل نبي حواري وإن حواري الزبير .فذهبت ونظرت ثم رجعت وقلت : يارسول الله ” رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم وقد جمعوا ماشيتهم “.
م : أسمعنا ما قاله فيك حسان بن ثابت .
ض : قال شاعر رسول الله ( حسان ) في حواري رسول الله ( الزبير ) :
أقام على عهد النبي وهديه حواريه القول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهوروالبطل الذي يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشّها بأبيض سباق إلى الموت يرقل
وإنّامرأ كانت صفية أمه ومَن أسد في بيتها لمرفل
له من رسول الله قربى قريبة ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبيربسيفهعن المصطفى والله يعطي فيجزل
فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل
ثناؤك خير من فعال معاشر وفعلك يا بن الهاشمية أفضل
م : وماذا عن مشاركتك في فتح مصر ؟
ض : في عهد الخليفة عمر ذهب عمرو بن العاص لفتح مصر ، أرسل عمروبن العاص لعمربن الخطاب ، يريد مددا ، فلرسل له المدد.
فقال له : أرسلت لك أربعة آلاف على رأس كل ألف رجل بألف ، وكنت أنا والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد وخارجة بن حذافة قيل إنه الرابع فيمن يعدهم الناس بألف ، فكان عمر يحاصرحصن بابليون وطال الحصار ، فصلت وجلت حول الحصن ، فقالوا: لي احذر الطاعون.
فقلت : جئت للطعن والطاعون ، ثم صعدت أعلى الحصن وعندما سمع المسلمون التكبيرات أسرعوا إليّ وبفضل الله تم فتح الحصن ، وكان هذا تمهيدا لفتح مصر .
م : حدثنا عن أستشهادك.
ض: اختلفت أنا وابن خالي علي بن ابي طالب في دم عثمان ، فأنا أريد العجلة وهو يرى التأجيل، وكنت بالحرم وانضممت مع طلحة وأم المؤمنين عائشة للمطالبة بدم عثمان .
وكان ما كان ، فقتل طلحة بسهم أصاب رجله ، أما أنا فذكرني علي بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لي علي : ” يا زبير أناشدك الله أسمعت رسول الله ؟
يقول : ” إنك تقاتلني وأنت ظالم ” قلت له : نعم ، لم أذكره إلا في موقفي هذا ” فلما تذكرت انصرفت عن القتال ،فحاول عبد الله ابني يجذبني للقتال مرة أخرى ، فبيت له الأمر وأكدت له أنني لست بهارب ولا جبان وقلت شعرا .
ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين
وأثناء عودتي للمدينة ، لحقني ابن جرموز بوادي السباع فقتلني وأنا أصلي.
ولما رأني علي بكى وقال : سمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يقول: ” بشر قاتل ابن صفية بالنار ” وكان ذلك سنة 36 هـ .
م: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حواري رسول الله .
ض: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أحباب .