أخبارالسياسة والمقالات

حوار مع صحابي . عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه -.

كتب / على مهران

من خيرة شباب مكة ، من السابقين للإسلام ، ومن الخمسة الذين

أسلموا على يد أبى بكر الصديق ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ،

وسيد من سادات بني زهرة ، سمي عبد عمرو ، وعبد الكعبة وسماه

الرسول – صلى الله عليه وسلم – عبد الرحمن ، إنه عبد الرحمن بن

اعلان

عوف .- رضي الله عنه –

( م : المحاور ، ض : الضيف ) .

م : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أطرب أسماعنا بالسيرة العطرة

اعلان

يا صاحب رسول الله .

ض : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أحبتنا ، اسمي عبد الرحمن

بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة

بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة

بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

وأمي : الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب .

م : أين ، ومتى الميلاد ؟

ض : الميلاد بمكة ، بعد عام الفيل بعشر سنوات ، فالرسول – صلى الله

عليه وسلم – يسبقني بعشر سنين .

م : عرفنا بسماتك الجسدية أبا محمد

ض : سماتي : طويل ، ضخم الكتفين ، أعسر ، يغلبني العرج بإصابة

غزوة أحد ، أما السمات الأخلاقية ، أحب التواضع ، فأنا أحمل مع عمالي

البضائع ، لا تفرقة بيني ، وبينهم ، وأشاركهم يدا بيد ، أحب الزهد على

كثرة المال ، أحب الشورى ، ولا أحب الإمارة .

م : ماذا عن قصة إسلامك ؟

ض : بحمد الله وتوفيقه ، أنا من السابقين للإسلام ، وخامس خمسة

أسلموا على يد الصديق ، وواحد من العشرة المبشرين بالجنة ، أما

لإسلامي قصة أرويها على أسماعكم : ” سافرت إلى اليمن قبل البعثة

بسنة فنزلت على شيخ كبير ، وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال

يسألني عن مكة وعن أحوالها ، وهل ظهر فيها من خالف دينهم أم لا ،

حتى كانت المرة الأخيرة التي بعث فيها النبي وأنا غائب فنزلت عليه

فقال لي : اذكر نسبك .

فقلت : عبد عمرو بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن عبد الحارث بن

زهرة ،

قال : حسبك ، ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة ، قلت : بلى

، قال :

إن الله قد بعث من قومك نبيا ، ارتضاه صفيا ، وأنزل عليه كتابا وفيا ،

ينهى عن الأصنام ، ويدعو إلى الإسلام ، يامر بالحق ويفعله ، وينهى عن

الباطل ويبطله ، وهو من بني هاشم ، وإن قومك لأخواله ، يا عبد عمرو

، وازره وصدقه ، فلقيت أبا بكر – رضي الله عنه – وكان لي خليطا ،

فأخبرته الخبر ، فقال أبو بكر : هذا محمد بن عبد الله ، قد بعثه الله إلى

خلقه رسولا ، فذهبت إلى النبي وأعلنت إسلامي .

م : هل نالك شيء مما نال السابقين من العذاب ؟

ض : نعم ، وهاجرت الهجرتين إلى الحبشة ، وإلى المدينة ، وآخى النبي

– صلى الله عليه وسلم – بيني وبين سعد بن الربيع – رضي الله عنه – ،

م : حدثنا عن كرم أهل المدينة مع المهاجرين .

ض : الأنصار ضربوا مثلا رائعا للجود والكرم ، فقد أكرمهم الله تعالى

في كتابه ورفع قدرهم بفعلهم الطيب ، فقال الله – تعالى – “والذين

تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في

صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ” وأذكر موقفا حدث معي ،

من أخي سعد بن الربيع الأنصاري ، لما آخى النبي بيني وبينه قال لي :

يا أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، ولي

زوجتان ، فانظر أيتهما أعجب لك ، حتى أطلقها ، وتتزوجها ، فقلت له :

بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق ، وذهبت إلى السوق

فاشتريت وبعت وربحت ، ثم صرت من أكثر المسلمين مالا.

م : ماذا عن المشاهد مع النبي – صلى الله عليه وسلم -؟

ض: حضرت المشاهد كلها مع النبي ، منها غزوة أحد ثبت فيها و التي

نالني منها كسر بعض أسناني وكان لها أثرا فيما بعد في النطق ،كما

أصبت بعشرين ضربة ، قد تركت أثرا في ساقي ( عرجا ) .

م : وماذا عن الإنفاق في سبيل الله ؟

ض : المال لله يودعه أمانة في أعناقنا ، فعلينا أن نرعى الأمانة ، ونؤدي

حقها ، فقد تبرعت بشطر مالي للمسلمين في عهد النبي ، وهذا واجبي ،

وحملت على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة ، وأربعين

ألف دينار وزعتها على أهلي من بني زهرة ومن فقراء المسلمين ، قد

كانت ثمن أرض بعتها ، وقبل الوفاة أوصيت بخمسين ألف دينار في

سبيل الله ، وأوصيت لمن بقي من أهل بدر أربعماية دينار ، وكانوا مائة

، وأوصيت بألف فرس في سبيل الله .وهذا من فضل ربي فليس منة

ولا رياء .

م : كلمنا عن الزوجات والأبناء .

ض : تزوجت أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، خالة معاوية

بن أبي سفيان ، وأنجبت لي سالما الأكبر

وتزوجت أم كلثوم بنت أبي معيط ، وكانت لها قصة ، أسلمت بمكة ولم

يتيسر لها الهجرة إلا سنة 7هـ بعد صلح الحديبية فخرج وراءها أخواها

الوليد ، و عمارة فوصلا المدينة وطلبا من النبي أن يردها لهما فقالت : ”

أتردني يا رسول الله إلى الكفار يفتنوني عن ديني ، لا صبر لي وحال

النساء في الضعف ما قد علمت” فنزلت الآية ” يا أيها الذين آمنوا إذا

جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ..”

ولم يكن لها زوج بمكة فتزوجها زيد بن حارثة ومن بعده تزوجتها

فأنجبت لي إبراهيم ، وحميدا ، وإسماعيل ، وحميدة ، وأمة الرحمن .

وتزوجت سهيلة بنت عاصم بن عدي ، وجاء منها معن ، و عمر ، وزيد ،

وأمة الرحمن الصغرى

وتزوجت أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد من بني ليث حلفاء بني

زهرة، وأنجبت منها أبا بكر .

وتزوجت ابنة شيبة بن ربيعة بن عبد شمس وأنجبت لي أم القاسم .

وتزوجت بحرية بنت هانئ من بني شيبان ، وأنجبت لي عروة الأكبر .

وتزوجت سهيلة بنت سهيل بن عمرو ، وأنجبت لي سالما الأصغر.

وتزوجت ابنة أبي الحيسر بن رافع من بني عبد الأشهل ، وهي أول

زوجة بعد الهجرة ، وأنجبت لي عبد الله .

وتزوجت تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ، وهي أول كلبية يتزوجها

قرشي ، وأنجبت لي أبا سلمة.

وتزوجت أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل وأنجبت لي عبد

الرحمن .

وتزوجت أم خريث من سبي بهراء وأنجبت لي مصعب وآمنة ومريم .

وتزوجت من مجد بنت يزيد بن سلامة وجاء منها سهيل .

وتزوجت غزال بنت كسرى من سبي المدائن وأنجبت عثمان .

وتزوجت زينب بنت الصباح بن ثعلبة بن عوف ، من سبي بهراء أيضا ،

وأنجبت لي أم يحيى.

وتزوجت بادية بنت غيلان بن سلمة وأنجبت لي جويرية .فلله الفضل

والمنة .

م: أنت ضمن الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب للشورى ، فما دورك ؟

ض : بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب اختارنا ليكون الأمر

شورى بيننا ، وأنا بطبعي أرفض الإمارة فبايعت عثمان ، وعاهدت

نفسي أن أكون معينا لمن يتولاها .

م : كلمنا عن الوفاة يا صاحب رسول الله .

ص: كانت الوفاة في عهد عثمان بن عفان سنة 32 هـ بالمدينة ، وتم

الدفن بالبقيع

م : بارك الله لنا فيكم فقد كنتم على قدر المسؤولية ، تحملتم الأمانة

ونصرتم الإسلام ، فجزاكم الله عنا خيرا ، السلام عليكم ورحمة الله

وبركاته يا صاحب رسول الله .

ض : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أحبابي وأحباب رسول الله .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى