قلت : أنّاتٌ و آهات ،تزاحم أسباب،
ضجيج في سكون الكون ينساب
الصمتُ ملاذٌ يعذّب الروح .. والغربةُ دار كل مجروح
والوحشةُ أنس نبض البوح .. إيقاع الحزن حوافر جموح
قال : وما السب عتاب أم غضب
قلت : قدر ملعونٌ خط علي صفحات الكتب
يخترقُ الروح كالبرق يخرق غيمات السحب
ويطال العقل و القلب لضي السنه اللهب
و بالفقد ينال الجسد والروح الوهن والتعب
قال: أليس هذا وجَع
قلت : وجع الوجع ، وإيّاك وان تستهين بالوجع ..
صرح تصدع إن لم يرمم وقع ،جرح إن لم يضمد عاد الوجع
فأرحم وجعي و نفسك واحترم أوجاعَ روح تنتفض
إن لم تفعل القلب من بين أضلعه خلع
قال : وماذا عن النسيان أليس إلغاء لما كان …؟
قلت : ايهام النفس خطيئة البشر لتخطي الألم
وتظل الذاكره مخزنا دون حيطان.. تعوّدنا وندمنّ فيها الوجع
و يخيل لنا أنه النسيان ،ومنك المبتدا وإليك الخبر
تُنسى . فتنسى .. وما النسيان سوي وأد قلب ألي الأبَد
قال : وما التيْه في الحب
قلت : غربةُ واغترابٌ
وحيرةٌ تتخللها غصّةٌ مكبوتة وعذاب
رحلةٌ في اللاوعي إلى اللاواقع في نفق مظلم ، سراب
طرقٌ مشعبة تبعِدُك عن الواقع وتدنيك من الخراب
لتظلّ حائراً و التيه دربك والضياع هو ذاك الجواب
قال : مبتسما إذا الرحيل ثواب…!!
قلت : وجع الوجع وعذاب العذاب،لقلب وروح الأحباب
قد يقتلك ،
يملأ روحك مرارة غربه وضيق بين الخلان والأصحاب
فإنّ الرحيل ملاذ الجبان.. لايطفئ لهيب النفس
يرهقها الندم على ما فات وعدم ،فيسود الروح الوجع والألم ..
قال : حدّثيني عنكِ عني،
عن الحب والحلم واتركِ الوجع والألم
قلت : حدّثتك فيما أعلَم من خلجات ..رددت صداها بالقلم
حدّثتك في معاني لغة العالم والظلم في ما أفهم
فأما عنك عن الحب والحلم
منك ابتدا و إليك انتهي؛ فيك تجسد وبك رسم
وأنت أعلم بنفسك مني لو تعلم