أخبارالسياسة والمقالات

حيرة سائل وذكاء فيلسوف، وحارة يلتقي فيها الجميع

بقلم د/ محمد بركات
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالدنيا هي الدنيا قصيرة، صغيرة، قصرها عند الأمير كالحصيرة عند الفقير، لا تدوم لأحد ولا تدوم علي حال لكل واحد من بنت وولد عجوزها ود لو صغر وصغيرها ود لو كبر ، عجوزها صغير إذا ما شاهد طفل صغير يلعب، وصغيرها أمير إذا ما بششت في وجهه أو احتضنته، هي الدنيا وكفي بها أنها (دنيا).
يقول أحد الأشخاص :
توجهت إلى حكيم لأسأله عن شىء يحيرني ؟
فسمعته يقول :
عن ماذا تريد أن تسأل؟”
قلت :
ما هو أكثر شيء مدهش في البشر؟
فأجابني :
“البشر..!
يملّون من الطفولة ، يسارعون ليكبروا ، ثم يتوقون ليعودوا أطفالاً ثانيةً.
يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال ،ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة.
يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل.
يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً.
ثم مرّت لحظات صمت ..
فسألت :
“ما هي دروس الحياة التي على البشر أن يتعلّموها؟
فأجابني:
ليتعلّموا أنهم لا يستطيعون جَعل أحدٍٍ يحبهم،كل ما يستطيعون فعله هو جَعل أنفسهم محبوبين”
“ليتعلموا ألاّ يقارنوا أنفسهم مع الآخرين .
ليتعلموا التسامح ويجرّبوا الغفران .
ليتعلموا أنهم قد يسبّبون جروحاً عميقةً لمن يحبون في بضع دقائق فقط.
لكن قد يحتاجون لمداواتها سنوات ٍطويلة
ليتعلموا أن الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقل.
ليتعلموا أن هناك أشخاص يحبونهم جداً ولكنهم لم يتعلموا كيف يظهروا أو يعبروا عن شعورهم.
ليتعلموا أن شخصين يمكن أن ينظرا إلى نفس الشيء و يَرَيَانِه بشكلٍ مختلف.
ليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الآخر، لكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضًا.

ليتنا نتعامل مع الدنيا والبشر بكل حكمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى