أخبارالسياسة والمقالات

خدعه المجذوب و المجنون فى الماورائيات

بقلم / شاميه كساب

انا هنا لم اتحدث عن الإضرابات النفسيه المرضيه أو الاعاقات الذهنيه المتوارثة ، بل انا تحدث عن حالات و فئات معينه

اتحدث عن مجاذيب الشوارع ، و من يطلق عليهم غريبى الأطوار أو المجانين .

قديما كان لدى معتقد ، و الان بعد ان نورت بصيرتى و رائيت الكثير من الحقائق بعيدا عن جهل الوعى الجمعى الذى نراه فى بعض الأمور تعاطفا ، كنت شديده التعاطف مع مجاذيب الشوارع ، و كنت أطالب باقامه دار ترعاهم ، كنت متضرره جدا حينما اعلم أن البعض من هؤلاء المجاذيب يهربون من مشفى الامراض العقليه و يذهبون هائمين فى الشوارع ، و لكن عندما ذاد الوعى لدى علمت أن المجذوب لا يستطيع العيش محبوس ، هو رسالته أن يعيش حرا طليق يصل رسائل و يكون سبب من اسباب الله على الارض .

هل هناك فرق بين المجذوب و المجنون

المجذوب :

المجذوب هو الذى يعانى الجنون فى الشارع ، البشر تظن أنه اضطراب نفسى حقا ، و لكن هذا المجذوب رائى شئ فاق تصوره و لا تتحمله نفسه ، اى كان السبب سواء صدمه شديده أو رائ من عالم الماورائيات مالا تتحمله نفسه و روحه فذهب بروحه لبعد صوفى روحانى ، و لم يعرف طريق العوده الى الجسد مره اخرى ، فيصبح وعيه فى ذلك البعد الصوفى الروحانى و جسده البيلوچى فى أرض الواقع ، و يتحرك كأنه ريبوت على الأرض ياكل و يشرب و يتحرك و يتكلم و يسمع و لكن روحه لن تعود ابدا

المجذوب له ادوار عديده فى الحياه فهو صاحب الرسائل المباشره و الأوامر القاطعه

كيف ؟

المجذوب روحه فى ذلك البعد الصوفى الروحانى يرى ما لا يراه البشر ، فإذا رئى شخص فى ضيق أو مأزق يشعر به مباشرا فيرسل إشارات روحانيه لروحه هناك (و لأنهم هناك يرون الحقيقه الكامله بأمر الخالق ) يرسلون له حلول فيستقبلها المجذوب و تنطق على لسانه ، كم مره قابلت مجذوب فى الشارع و بشرك بشرى أو قال لك جمله فيها حل لما تعانيه و يعجز لسانك على النطق به ، المجذوب ملقى بالشارع ليس صدفه و لم يقولوا عنه بركه أيضا بالصدفه ، فالمجذوب فى الشارع يجبرك على التصدق اى دفع الأموال

قالى تعالى ((لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾[ سورة آل عمران: 92]

يجبركم على التعاطف و الرحمه

قال تعالى ((قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 21].

يجبركم على الحمد و الشكر حينما ترون انك أصحاء و فى بيوتكم مستقرين

قال تعالى ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾[ إبراهيم: 7]

يجبركم على جبر الخواطر

قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). [يونس:57-58

المجذوب هو هديه و رحمه من الله للبشر

( افهمت الان أن تلك المجذوب الذى تنفر منه و تسخر منه هو هديه من المولى عز وجل لك )

اعلمتم الان كم هو المجذوب مميز , هو سبب من اسباب الله لخلاصك من شئ او اجبارك على تنفيذ أمر من أوامر الله لكى تكسب الحسنات ، فرفقا بهم لأن من يأذيهم و يعاديهم كأنهم رفضو هديه الله ، و سينالون عقابا شديد من أنفسهم قبل الخالق ، فلا تذيدو من كرمتكم و أجبروا بخاطر المجذوب و أن طلب مال أو طعام أو أن تسمعه افعل بدون تردد أو خوف ، هو ليس مؤذى و اعلم أن الله اراد لك الخير حين يرسل فى طريقك مجذوب .

المجنون هو الذى يذهب للبعد الصوفى و يعود ، هناك خيط رفيع بين المجذوب و المجنون و هو بمثابه الذهاب و العوده و لكن المجنون يعود ، و من الجائز أن يذهب و يعود ، أما المجذوب لا يعود ابدا ، المجنون حينما يذهب لتلك البعد الصوفى الروحانى كأنه يذهب لبعد الحقيقه فيرى من العلم و الحقائق ، لذلك يطلق على الكتاب و العلماء و المبدعين مجانين ، لن يذهب هناك أحدا بالصدفه ، الأنفس المتشافيه فقط ذات الوعى الفردى السليم هى التى تذهب و تعود ، و اذا تقربت من هؤلاء ستجدهم حقا رائعون فى جوانب متعدده من الحياه و الصفات الحسنه ، و لذلك تراهم غريبى الأطوار لانهم تاره معك على أرض الواقع و تاره هم فى البعد الصوفى الروحانى يبحثون عن حقائق و يأتون بعلم مختلف ، هم لم ينسجمون مع اغلب البشر و لكنهم متعايشين و جابرين الخواطر و متسامحين لأن ليس لديهم وقت للصراعات ، هم خلقوا لرساله و أعطاهم الله سبل عديده لتوصيل الرساله ، و من تلك السبل تلك البعد الصوفى الروحانى ، فتجدهم يبتعدون كثيرا عن أحقاد و مشاكل البشر ، و أغلبيتهم بل كلهم يفضلون الوحده و أحيانا العزله برغم أنهم اجتماعيين من الدرجه الاولى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى