القسم الديني
رسالة من السماء
منذ القدم كان القوي يأكل الضعيف و يستولي على كل ممتلكاته بطريقة حيوانية و دستورهم في ذلك قانون الغابة المعروف. إلى أن بعث الله النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليعلم الناس أنهم أبناء بشر خلق من طين, و أنه لا فرق بين عربي و لا عجمي و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى. إلا أن بعض الأمم التي لا هم لها سوى المال و العيش على جثث الآخرين و اختلاق الحروب لبيع و تجريب ما يصنعونه من أسلحة فتاكة على قوم ضعفاء جعلوا منهم فئران تجارب بلا أدنى شفقة أو رحمة.
هذه الأيام نزلت رسائل من السماء وهي أن جنديا من جنود الله الذين لا تستوعبهم عقول السفاحين و الظالمين إنه * فيروس كورونا * الذي قهر كل أساطيلهم الحربية و إمكاناتهم الضخمة, و أن الضعيف له من ينصره و أنه لا يملك القوة المطلقة و السيطرة على السماوات و الأرض إلا الله وحده.
فالزلازل و البراكين و الأمراض و الخوف من جنود الله يسخرهم حين لا يجد الضعيف من ينصره. فشعب بورما يحرق حيا و يذبح و يسفك دمه, و أرض فلسطين المغتصبة و ما يحدث في الدول العربية من دمار و خراب أمام أعين من يدعون الحفاظ على الأمن و السلام في العالم و الدعوة إليه.
فمن البديهي أن رحمة الله تنزل على من يرحم عباده و أن سخطه يحل بالظالمين و قد يهلك الصالحون أيضا إذا كثر الخبث.
و في الأخير فإن وباء أو وبال * كورونا * أيا كانت تسميته رسالة من السماء مفادها أن القوة لله جميعا و أن الله ناصر عبده و مهلك الظالمين, فهل تغني النذر ?
* د. يوسف مباركية / الجزائر *