رمضان يوم زيادة أم فرصة إضافية

بقلم: أحمد الشبيتي
في هذه الأيام التي نعيشها وسط أجواء شهر رمضان المبارك، نجد بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن استيائها من استمرار الصيام ليوم إضافي، وكأن هذا اليوم يمثل عبئًا لا يُحتمل أو مشقةً غير مرغوبة. والمثير للعجب أن هذه الاعتراضات تأتي في شهر الرحمة والمغفرة، الشهر الذي يُفتح فيه باب العتق من النار. فهل نحن جميعًا من العتقاء حتى نعترض على يوم إضافي من هذه النعمة؟
إن التهكم والسخرية حول استكمال رمضان يومًا آخر لا يعكسان إلا جهلًا بقيمة هذا الشهر، فكل لحظة فيه فرصة عظيمة قد لا تتكرر. ولو تأملنا في أحوال السلف الصالح لوجدنا أنهم كانوا يتحسرون على انقضاء رمضان، ويبكون لفراقه، ويتمنون أن يكون العام كله رمضان، لا أن ينقص منه يوم ولا حتى ساعة!
وهنا يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل فهمنا مغزى الصيام فعلًا؟ هل أدركنا الحكمة من رمضان؟ أم أننا نتعامل معه كعادة موسمية نتمنى انقضاءها؟
إن هذه النظرة السلبية تعكس خللًا في الأولويات، حيث أصبح البعض يقيس العبادة بمقدار المشقة وليس بمقدار الثواب والبركة. ولو علمنا قيمة كل دقيقة في هذا الشهر الفضيل، لما اعترضنا على زيادته، بل لفرحنا بها كما نفرح بزيادة الأجر والحسنات.
وأخيرًا، فإن هذا الحديث يقودنا إلى مراجعة أنفسنا: هل نحن ممن استثمروا رمضان حقًا في الطاعة والعبادة، أم أننا انشغلنا عنه باللهو والشكوى؟ فالحياة ما هي إلا فرصة واحدة، ورمضان فرصة استثنائية لا تُعوَّض، فلا تجعلوه عبئًا بل اجعلوه بابًا نحو الرحمة والمغفرة. نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين والعتقاء من النار، وأن يعيننا على حسن الصيام والقيام، فما زالت الفرصة قائمة، واليوم الإضافي هدية لا ينبغي ردها.

