أكتب وليس لي رغبة في الكتابة ، أكتب حتي أخرج من هذه الحالة ، تتشابه كل الأمور وتختلط فليس إلا صوت إنفجارات في رأسي ، دوي قنابل ودانات مدافع وطلقات صواريخ ، هنا رأسي أرض معركة عنيفة تدور .
كنت أريد كتابة شىء ما لكني نسيت ما كنت أريد كتابته ، دي مش أول مرة تحصل ومش حتكون الأخيرة الموضوع ده بيتكرر كتير معايا ، ببقي عايز اكتب حاجة وبنسي خالص ومش بيبقي حتي موجود أي إشارة في دماغي للموضوع وكأنه لم يكن ، معرفش السبب ايه يمكن كثرة المشاغل والمشاكل أو اي سبب تاني ، المهم انا في حالة من عدم التركيز ومشتت جدا بقالي فترة طويلة ، وبقيت مش مهتم بحاجات كتير .
من أسوأ اللحظات اللي ممكن تمر بيا كإنسان إني أحس إن أنا غريب عن اللي حواليا وإني مش عارف أتأقلم معاهم هم في دنيا وأنا في دنيا غير دنياهم مفيش نقطة التقاء ، وده بيوصل لحالة من الإنعزال الشعورى وبيزود حالة الغربة ، يمكن الكتب والقراءة بتخفف الحالة دى شوية ، بيحصل اندماج مع الشخصيات اللي في الكتب بيحصل حوار معاهم ، ممكن اتخيلهم واكلمهم واعيش حياتهم احيانا ، رغم مرور سنوات طويلة ما زلت أشعر بالغربة في المكان اللي انا فيه .
النهاردة انهيت قراءة كتاب ( معضلة الإصلاح ) ل م : أحمد الشحات ، الكتاب أكثر من رائع ومحتاج لإعادة قراءته لأنه فيه فوائد كتيرة وفيه مفاهيم محتاجينها في حياتنا .
مش بحب القراءة السريعة وخاصة في بعض الكتب بنحتاج أننا نقرأها بهدوء وتأني ، وممكن نعيد قراءة الكتاب مرة تانية ، قراءة بتركيز عالي كمان ، قراءة ما بين السطور والفكر اللي ورا الكتاب فكر وشخصية المؤلف .
الكتب هي الوحيدة اللي مش بحس معاها بالغربة ، بحس أن الكتب اهلي وأصحابي ،قطعة مني كأنهم أبنائى ، ومش بحب أفرط في أي كتاب مهما كان بفضل محتفظ بيه ،عندي كتب قديمة جدا مطبوعة من الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، ومن أسوأ ما قد يحدث معي ضياع كتاب، في فترة الشباب ضاعت مني مجموعة كتب كبيرة ومتسألش ازاي لإنها انباعت خردة وقد كان ما كان ،وكل ما افتكرها أشعر بالقهر أن ده حصل رغم أن مش أنا اللي بعتها ولا كنت موجود لكن ما زلت حزين عليها رغم إني كونت مكتبة كبيرة تاني لكن الكتب دي مش حتتعوض .
أسعد الله حياتكم …أزعجتكم معي فمازالت خرب ضروس تدور برأسي .