المقالات والسياسه والادب
سحرة فرعون

بقلم حمدى بهاء الدين
توقفت عند حكاية سحرة فرعون مع نبى الله موسى ولقاء يوم الزينة وكيف تحولوا من سندة لفرعون مؤمنين به جاء بهم فرعون لنصرته وتكذيب نبى الله موسى إلا أنهم بعد اكتشاف الحق وأن موسى عليه السلام نبى ورسول من عند الله هنا ألقى السحرة سجدا وقالوا ،، آمنا برب هارون وموسى ،، وتوعدهم فرعون بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وأن يلحق بهم العذاب فقالوا له ،، لن نؤثرك على ما جاءنا من البيانات فأقضي ما أنت قاض والله خير وأبقى ،،
نعم دخلوا الإختبار وهم كفار وخرجوا منه وهم مؤمنين ، عاشوا على نصرة الباطل وماتوا على الحق ، قالوا إنهم لن يؤثروا الباطل على ما جاء من الحق ، أنه الإيمان الثابت بالتجربة والعودة إلى الفطرة السليمة عندما جاء الأوان وأراد الله ، نعم أراد الله أن تكون توبتهم على رؤوس الأشهاد وفى حضور إمام الكفر فرعون وملئه وهامان وجنودهما حتى لا تكون التوبة منكورة من فرعون ولا مشكوك فيها
ويعد هذا الموقف من أكثر المناظرات العلنية شهرة واقناعا فى التاريخ بعيدا عن اللغو والجدل وأكثر دلالة أن الباطل له مناصرين ومؤيدين ومدافعين عنه وداعمين له ودليل على أن الحق قوى وثابت وراسخ مهما كان حجم الباطل وقوته ودعايته ولا يضاهي هذا المشهد فى الإقناع والحجة سوى مواجهة نبى الله إبراهيم للنمرود عندما أفحمه بالحجة قائلا ،، فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر ،، وصولا إلى وضع إبراهيم عليه السلام بين الحطب وإشعال النار فيه حيا فكانت النار باذن الله بردا وسلاما لتكون المعجزة شاخصة غير منكورة وتكون دامغة لا شك فيها
ومن هنا تعلمت أن العبرة بالخواتيم داعيا الله حسن الخاتمة
وتعلمت أن الإيمان الراسخ لا يتزعزع مهما كان جبروت وظلم وغواية الجانب الأخر
تعلمت أن الله ناصر الحق مهما كان جبروت الباطل كما نصر نبى الله موسى ونبي الله إبراهيم فى مناظرات تبدو للجاهل أنها غير متكافئة لصالح الباطل
هذا ما تعلمته وأظن بين تلك الآيات المزيد من الدلائل التى لم يصل إليها فهمي ولم يدركها عقلي
# بقلم حمدى بهاء الدين
