أخبارالسياسة والمقالات

سيدتى عذرا لك

دكتورة فاطمه محمود

من أصعب الاستشارات التى تعرض على هى تلك التى تتعلق بالطلاق وإنهاء العلاقات الزوجية .. كثير من الأزواج سواء رجال او
نساء…يتحملوا مشكلات كثيرة أثناء حياتهم بحجة الحفاظ على البيت والأولاد فتكون النتيجة أب مهاجر سواء بجسده او عقله او قلبه ..غير متواجد فعليا كأب بين اولاده وأم حزينة مضغوطة نفسيا تعمل كماكينة أو روبوت لأداء الواجبات الزوجية والأسرية التى عليها…فيفتقد الأثنان السعادة و يغادر الحب…وتصبح حياتهم جافة …فلا يستطيعون منح السعادة لأطفالهم… فتكون المحصلة أسرة ضائعة مشتتة غير سعيدة بجميع أفرادها…كلا منهم يكتم أمراضه وعقده النفسية ويهرب منها ولا يدرى أنها بذلك تتفاقم يوما بعد يوم…
المجتمع يروج لفكرة إحتمال الأذى وظلم النفس لأجل تماسك الأسرة…وهم يقصدون بذلك تماسكا وهميا بتواجد الأجساد فى مكان واحد …لكنهم يتحاشون مواجهة الحقيقة وهى فرقة القلوب والأرواح حتى ولو كانوا تحت سقف واحد…
تعاملت مع حالات من النساء قررن التحمل فى سبيل أولادهن فانتهى بهن المطاف بالمستشفيات للعلاج من الأورام ..ومنهن من تقضي أخر عمرها دون رعاية أحد من اولادها التى تحملت الاذى النفسي لأجلهم!! وهناك من ماتت بالفعل نتيجة لأحد تلك الاورام وتركت الحياة برمتها ورحلت عنها….وهناك من زالت تقاسي أعباء الحياة بروح معذبة ..خوفا أن يقال ( تطلقت على كبر وتركت أولادها) ..
وهناك من أتخذت قرار الطلاق …فجربت حياة أخرى وسمحت للأخر بتجربة حياة أخرى وعاش أطفالها فى كنفها..محاولة مواجهة المجتمع ونظراته ومصاعب المعيشة وحدها مع أطفالها….هى فضلت الراحة النفسية والبعد عن زوج نرجسي ورضيت بالشقاء البدنى ….هذا إن لم تكترث لنظرات المجتمع الغريبة…
وهناك من تخلت عن بيتها وأطفالها وقررت البدء من جديد بحياة جديدة …ولكنها قد تفاجأ بتكرار نفس النمط الذى هربت منه مع زوجها الأول ولكن بشكل مختلف!!!
قد تعتقد المرأة أن العيب فى الزوج…وقد يكون العيب فيها هى شخصيا …بمعنى أنها من النساء ذوى الطاقة الذكورية المرتفعة..هى تحمل المسئولية دائما وتمسك بجميع خيوط الإدارة بيديها ولا تترك الفرصة للزوج بالالتزام تجاه مسئولياته…فتترك الاول لأنه ضعيف الشخصية او معتمد عليها وتتزوج بآخر لتتفاجأ أنه أيضا يعتمد عليها…
هى فى الأصل لم تتوازن داخليا بطاقتها…لم تغير من سلوكها…لذا ان تزوجت عشر مرات ستجذب نفس الزوج إليها… اذن متى نطلب الطلاق حقا؟؟
عندما تتوازنين عزيزتى…عندما تكونين أنثي بحق تستقبل المساعدة وتنتظر أداء المسئوليات من الجانب الاخر ..لا تبادر بالحلول و التصرف السريع والانفاق والتربية …ثم تأتى لتبكى من الضغط النفسي…
ولكن الزوج لا يعرف كيف يتصرف….( هذا ما يقال ) اسمحى للاضطراب قليلا ان يسود …تصرفى كالمتغابية …والعاجزة …حينها سيتصرف …ومرة بعد مرة سيتعلم المبادرة هو فقط يحتاج التشجيع والدعم لكى يحاول….

عندما تكونين انثي …سيكون هو رجلا…مع مرور الوقت ستستقيم حياتكما معا…

دكتورة فاطمه محمود

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى