عرض وتقديم : محمد فتحي شعبان
أسعد الله حياتكم وبارك فيكم وحفظكم وحفظ من تحبون ، هذا المساء نلتقي مع شاعرة ليست ككل الشعراء إنها شاعرة فلسطين فدوى طوقان أو دنانير أو المطوقة .
فدوى طوقان من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين ، ولدت في نابلس في الأول من مارس عام ١٩١٧ وتوفيت في الثاني عشر من ديسمبر عام ٢٠٠٣ .
تلقت تعليمها حتي المرحلة الابتدائية حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرا غير مقبول ، لكنها استمرت في تثقيف نفسها بنفسها ثم درست علي يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان الذي نمي موهبتها ووجهها نحو كتابة الشعر وأطلق عليها اسم أم تمام ثم بعد ذلك أسماها محمود درويش ام الشعر الفلسطيني ، ولقد وقعت قصائدها الأولي باسم دنانير إلا أن أحب أسمائها المستعارة إليها كان المطوقة لأنه يتضمن إشارة مزدوجة بل تورية فصيحة إلي حال الشاعرة بالتحديد .
وقد توالت النكبات في حياة فدوى طوقان بعد ما توفي والدها ثم اخوها و معلمها وأعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة ١٩٤٨ ، وقد تركت تلك المآسي المتلاحقة أثرها الواضح في نفسية فدوي كما يتبين من شعرها في ديوانها الأول ( وحدي مع الأيام ) .
ومن أعمالها :
وحدي مع الأيام ….وجدتها….أمام الباب المغلق …الليل والفرسان …علي قمة الدنيا وحيدا …اللحن الاخير ، وغير ذلك من الأعمال الشعرية و النثرية .
لمحات ..
* اعتذار الزمان
أساء الزمان إلي كثيرا
إذ اقتاده في مسار حياتي
وحشا كبير
وشرا خطير
وجئت فكنت اعتذار الزمان إلي
وكنت الأمان وكنت السلام
وكنت الصديق الأمير الأمير
* في ليلة مجنونة الإعصار
في ليلة مجنونة الإعصار
ثائرة …مثيرة
تتراقص الأشباح فيها
خلف نافذتي الصغيرة
ألقيت فوق وسادتي آلام
روح مثقل
مصدومة و اطياف كئيبات
تلون كل سطر
*ولقد كتبت علي قبرها
كفاني أموت عليها وادفن فيها
وتحت ثراها اذوب و أفنى
و أبعث عشبا علي أرضها
و أبعث زهرة إليها
تعبث بها كف طفل نمته بلادي
كفاني اظل بحضن بلادى
ترابا و عشبا و زهرة