عبد الله غيث الفنان القدير في ذكري وفاته 13مارس

كتب وجدي نعمان
يحل اليوم ذكري وفاة الفنان المصري عبد الله غيث، الذي برع في تقديم الأدوار التاريخية بلغة عربية سليمة، فضلاً عن تميزه في أدوار متنوعة أثرت الساحة الفنية المصرية تعالو نعرف من هو :-
معلومات عن عبد الله غيث
الاسم الكامل: عبد الله حمدي الحسيني غيث
الاسم الفني: عبد الله غيث
تاريخ الميلاد: 28 يناير عام 1930.
تاريخ الوفاة: 13 مارس عام 1993
عمره عند الوفاة: 63 عام
البرج الفلكي: برج الدلو
محل الميلاد: مركز شلشلمون بمنيا القمح الشرقية
الجنسية: مصري
الديانة: مسلم
الحالة الاجتماعية: متزوج
اسم الزوجة: وجيه علي إبراهيم
عدد الأبناء: 3
أسماء الأبناء: الحسيني، أدهم، عبلة
المهنة: ممثل
بداية المشوار الفني: بدأ في عام 1959
سنوات النشاط: منذ عام 1959 حتى عام 1993
قصة حياة عبد الله غيث
من منا ينسى شخصية علوان البكري في مسلسل “ذئاب الجبل”، شخصية المعلم عباس الضو في الجزء الأول من مسلسل “المال والبنون”، أو شخصية أسد الله حمزة بن عبد المطلب في فيلم “الرسالة”، كل هذه الشخصيات تجتمع في ممثل من عمالقة الفن وهو الفنان القدير الراحل عبد الله غيث، ولد عبد الله غيث في الثامن والعشرين من شهر يناير وذلك في عام 1930 وبرجه الفلكي هو برج الدلو، وهو الأخ الأصغر للفنان الراحل حمدي غيث.
هو من أسرة كبيرة من عائلات محافظة الشرقية وتحديداً في قرية شلشلمون بمنيا القمح، وكان والده يدرس الطب في العاصمة البريطانية لندن ولكن استدعاه والده لكي يتولى العمودية حيث كانت العائلة من الأعيان وممن يمتلكون الكثير من الأفدنة الزراعية.
ولد عبدالله غيث فى 28 يناير من عام 1928 لأسرة ورثت العمودية بقرية شلشلمون بمنيا القمح بالشرقية، وعاش طفولة أثرت بشكل كبير على حياته الفنية فهو الشقيق الأصغر للفنان الكبير حمدى غيث والفرق بينهما 4 سنوات، وكان والدهما يدرس الطب فى إنجلترا، وأثناء الحرب العالمية عاد إلى مصر ولم يستطع الرجوع لاستكمال دراسته، وتولى العمودية فى قريته شلشلمون بمنيا القمح، لكنه توفى فى سن صغيرة تاركا 5 أبناء، أصغرهم عبدالله غيث المولود فى 28 يناير عام 1928 الذى كان رضيعًا وقت وفاة والده، بينما كان شقيقه حمدى المولود فى 7 يناير 1924 فى سن الرابعة، ورغم فارق السن البسيط تعامل حمدى منذ لحظة وفاة والده مع شقيقه الأصغر باعتباره ابنه، كان حمدى وعبد الله شقيقان من الأب والأم، وكان لهما أشقاء من الأب حيث كان والدهما متزوجا قبل زواجه من والدتهما.
اصطحبت الأم طفليها حمدى وعبد الله بعد وفاة زوجها إلى القاهرة لتسكن فى حى الحسين بالأزهر، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر، وهو ما أثر فى إتقان الأخوين للغة العربية وفن الإلقاء، ورغم أنها لم تكن متعلمة، فإنها كانت تحب الفن والمسرح وتصطحب ولديها إلى المسارح ودار الأوبرا، ومن هنا بدأ عشقهما للفن.
لم تنقطع صلة الأم وابنيها عن زيارة عائلة الأب بالشرقية بعد انتقالهم للعيش بالقاهرة، وكان عبد الله أكثر ارتباطًا بالقرية وأهلها، يهوى حياة الريف ويستمتع بركوب الخيل وارتداء الجلباب وكان يهوى التنكر والتمثيل، فكان يتنكر فى زى ضابط تموين، ويذهب إلى مخازن التجار الذين يحتكرون المواد التموينية ويفتشها فلا يعرفونه، ويلقون ببضاعتهم فوق الأسطح، واشترك هو وشقيقه فى العديد من المقالب وهما طفلان.
كان دور الفنان عبد الله غيث فى فيلم الرسالة العالمى والذى جسد فيه شخصية حمزة بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم أحد العلامات البارزة فى مشواره الفنى، وبلغ من قدرة وتفوق عبد الله غيث أن استفاد وتعلم منه الفنان العالمى انتونى كوين الذى قام بنفس الدور فى النسخة الأجنبية من الفيلم.
وفى تصريحات خاصة لليوم السابع تحدث الحسينى عبد الله غيث ابن الفنان الكبير عن كواليس فيلم الرسالة، قائلاً: “الفيلم كان به فريق أجنبى لأداء النسخة الأجنبية، وفريق عربى للنسخة العربية، وكان مقررًا أن يبدأ الفريق الأجنبى تصوير المشاهد، ويليه الفريق العربى، وعندما شاهد أنتونى كوين أداء والدى فى بعض المشاهد طلب أن يبدأ الفريق العربى أولًا حتى يستفيد من خبرته وأدائه».
وأكد ابن عبد الله غيث أن والده تلقى عروضًا للمشاركة فى عدد من الأعمال العالمية، ولكن عدم إتقانه التام للغة الأجنبية كان عائقًا فى سبيل انطلاقه للعالمية.
وفضلًا عن الجماهيرية العريضة، التى تمتع بها الفنان الكبير عبد الله غيث فإنه كان يتمتع بحب وإعجاب الرؤساء والزعماء.
وقال الحسينى عبد الله غيث: “الرئيس السادات وحرمه جيهان كانا يحضران المسرحيات الشعرية التى يقدمها والدى وعمى حمدى، وبكت جيهان السادات تأثرًا بمسرحية “الوزير العاشق” التى قدمها والدى، خاصة فى المشهد الذى كانت تلقى عليه السهام، وكان المسرح دائمًا كامل العدد، وكان السادات يقدرهما ويحبهما جدًا، ومنحهما العديد من الأوسمة، كما كان كل الزعماء يبدون إعجابهم بهما، ومنهم ياسر عرفات، وملك السعودية والمغرب، وكل الشخصيات الكبرى فى الدول.
ارتبط عبد الله غيث منذ طفولته بعلاقة حب مع ابنة خالته، وتزوجها وهو فى سن 18 عامًا، وأقيمت له الأفراح فى قريته لمدة أسبوع كامل، وأنجب ثلاث أبناء هم الحسينى وأدهم وعبلة، وكان محباً لأسرته وزوجته يتعامل كرجل ريفى فى بيته ومع أفراد عائلته، وعاش مخلصاً لزوجته وحبه الوحيد حتى رحيله.
التحق عبد الله بالمعهد العالي للفنون المسرحية تحت إشراف شقيقه الذي كان يعمل مدرسا بالمعهد بعد عودته من بعثته في فرنسا، في البداية كان من أبرز فناني المسرح العربي والذي تألق فيه ومنحه كل مواهبه وقدراته الفنية، وكان يوسف وهبي هو من رشحه لكي يخلفه على المسرح.
فقد التحق بالمسرح القومي وهو ما زال طالبا بالمعهد وتخرج من المعهد عام 1955، وكان له مشوار فني حافل بالأعمال الفنية المتنوعة ما بين مسلسلات وأفلام لا تنسى مهما مرت السنوات، برع في تجسيد الشخصيات بكل أنواعها من الشر إلى الطيبة إلى الشخصية التاريخية والشخصية المسيطرة والشخصية التي تقع في الحب وغيرها.
فهو فنان رائع بكل معنى الكلمة، حصل على عدة جوائز منها جائزة عن فيلم “ثمن الحرية” وذلك في عام 1964، وجائزة عن دوره في مسرحية “الوزير العاشق” التي أبكت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس أنور السادات، ولكنه رحل عن عالمنا بشكل مفاجئ أثناء تصوير مسلسل “ذئاب الجبل” وذلك في 13 مارس عام 1993 وذلك عن عمر يناهز 63 عام.
عبد الله غيث وزوجته
ارتبط الفنان عبد الله غيث منذ طفولته بقصة حب مع ابنة خالته وهي السيدة وجيه علي إبراهيم والتي تزوج منها وهو شاب في الثامنة عشر من عمره، أقيمت الأفراح لمدة أسبوع في قريته بالشرقية، رزق الثنائي بثلاثة أبناء هم الحسيني وأدهم وعبلة، وقد استمرت زوجته معه طيلة أيام حياته وكانت أقرب الناس إليه حتى توفي ورحل عن عالمنا، فقد كان شخصاً محافظا على خصوصية بيته ولا يخلط بين صداقات الفن وجو الأسرة إلا في أضيق الحدود، وفي شهر مايو عام 2020 أعلن الابن الأكبر للفنان عبد الله غيث وهو الحسيني عن وفاة والدته وذلك من خلال حسابه الشخصي على موقع فيسبوك.
عبد الله غيث وحمدي غيث
الفنان الكبير الراحل حمدي غيث هو الأخ الأكبر للفنان القدير الراحل عبد الله غيث، فقد ولد حمدي في عام 1924 بينما عبد الله في عام 1930، ولكن عندما توفي والديهما وعبد الله ما زال طفل رضيع شعر حمدي بالمسؤولية تجاهه وكان متعلق به كثيراً، كان حمدي يعتبره ابنه وتوأم روحه وكانت أكبر صدمات حياته عندما فقده، وعندما شعر عبد الله بآلام مرض السرطان في أيامه الأخيرة كان ذلك بمثابة الصاعقة في حياة شقيقه حمدي.
ولكن اكتملت المأساة بوفاته، وقد توفي بعد أن أنهى الجزء الأول من مسلسل “المال والبنون” واستعان المخرج بالفنان حمدي غيث لاستكمال دور عباس الضو في الجزء الثاني ورغم إصرار حمدي غيث على الرفض إلا أنه استجاب بعد إلحاح وقدم الدور بدلاً من شقيقه بعد وفاته، وقد ظل حزينا على وفاته حتى لحق به في عام 2006.
عبد الله غيث وأنطوني كوين
جسد الفنان الراحل عبد الله غيث شخصية أسد الله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في الفيلم التاريخي العظيم “الرسالة” والذي تم عرضه في عام 1976، وفي النسخة الأجنبية كان يجسد نفس الشخصية الممثل الأمريكي الشهير أنطوني كوين الشهير بشخصية عمر المختار، وفي أحد اللقاءات روى الفنان عبد الله غيث كواليس فيلم “الرسالة” وما حدث مع أنطوني كوين، فقال: “تلقيت مكالمة من المنتج العربي تاكفور أنطونيان.
وقال أن هناك مخرج عربي أمريكي سيقوم بعمل فيلم تاريخي عظيم بعنوان “الرسالة”، وعاوز ممثلين مصريين وعاوز يقابلني، ولكن أنا لم آخذ الموضوع بجدية لأن سبق وجاء الإيطاليون وطلبوا نفس الأمر وصورونا لكن الأدوار كانت بعيدة تماماً عن مكانتنا وفيها إساءة لينا”.
وتابع: “قابلت شاب سوري قالي إنه مساعد المخرج مصطفى العقاد، وقال إني مرشح لدور حمزة، وإن في لجنة منعقدة في لندن هتعمل اختبار كاميرا بالمكياج واللباس وبعدها يوافقوا عليا أو يرفضوا، ولكن أنطوني كوين كان المفروض هيعمل دور أبو سفيان اللي عمله بعد كدة حمدي غيث، ولكن لما قرأ السيناريو شبط في دور حمزة، وقالي بعدها مصطفى العقاد مبروك أنت هتعمل دور حمزة في النسخة العربية وأنطوني كوين النسخة الأجنبية”.
وتابع: “جاء أول يوم تصوير وكان في دولة المغرب، وعملوا مدينة كاملة لمكة هناك وكان حاضر مئات من البشر جاءوا ليشهدوا المباراة بين الفنان العالمي أنطوني كوين، وبين الفنان العربي عبد الله غيث، وإذا بأنطوني يطلب مني أمثل أنا الأول عشان يتعلم مني، فالدور عربي والشخصية عربية وأنا أولى بها، انزعجت وخفت وقلبي دق، ولكن قريت الفاتحة فهدأت نفسي، وقلت هل أنطوني بعبع، دا إحنا حضارتنا قد حضارتهم عشر مرات وحمزة بتاعنا إحنا”.
وتابع: “طلعت بأقدام ثابتة ورحت ناتع المشهد من أول مرة وإذا بالجماهير المغربية تصفق بحرارة وحتى الأجانب كنت أقابلهم، كانوا يخلعوا البرنيطة لتحيتي”.
“خالد بن الوليد”
كانت أول تجارب عبد الله غيث في تجسيد الشخصيات الإسلامية في السينما من خلال فيلم الشيماء، والذى جسد فيه شخصية الصحابى خالد بن الوليد الذى لقبه رسول الله بسيف الله المسلول، واستطاع أن يقدم دوره ببراعة فائقة أبهرت الجميع، أنتج الفيلم عام 1972، وهو من بطولة سميرة أحمد وأحمد مظهر وتوفيق الدقن، وإخراج حسام الدين مصطفى.
“حمزة بن عبد المطلب”
فى عام 1976، جسد الفنان عبد الله غيث فى فيلم الرسالة دور حمزة بن عبد المطلب – عم الرسول صلى الله عليه وسلم – وأبدع فى تقديم الدور وهذا بإشادة الجميع، ومن بينهم الممثل العالمى أنطونى كوين الذى جسد نفس الشخصية لكن فى النسخة الأجنبية من الفيلم، وصرح للفنان الراحل عبد الله غيث أنه قدم الدور أفضل منه، الفيلم من بطولة عبد الله غيث ومنى واصف وحمدى غيث وسناء جميل، ومن تأليف عبد الحميد جودة السحار، وإخراج مصطفى العقاد.
“ابن تيمية”
قدم دور أحد شيوخ الإسلام وهو ابن تيمية من خلال مسلسل يحمل اسم الشخصية، وهو مسلسل دينى يروى قصة العالم المسلم أبن تيمية، من بطولة عبد الله غيث وتوفيق الدقن وحمدى غيث وأمينة رزق، تأليف إبراهيم الترزى،إخراج جلال غنيم.
“موسى بن النصير”
جسد شخصية موسى بن النصير وهو قائد عسكرى عربى في عمل تناول حياته مرورا بغزواته وإسلامه وما قدمه للإسلام والمسلمين حتى وفاته، المسلسل من بطولة عبد الله غيث وعفاف شعيب وسوسن بدر، تأليف محمد جلال عبد القوى، إخراج جلال غنيم، عرض عام 1983.
“الإمام الحسين”
أدى دور الإمام الحسين في مسرحية “الحسين ثائرا”، ولكن لم تعرض المسرحية بسبب رفض الأزهر لها طبقا لقرارها السابق بتحريم تجسيد الصحابة والأنبياء، وكان الفنان عبد الله غيث على أستعداد أن يعتزل التمثيل فى مقابل أن يوافق الأزهر على عرضها، ولكن لم يتراجع الأزهر فى قراره ابدا، والمسرحية كتبها الأديب عبد الرحمن الشرقاوى.
وكل هذه الشخصيات بالإضافة إلى الأداء الصوتى لشخصية عمر المختار فى النسخة العربية المدبلجة من فيلم عمر المختار للمخرج مصطفى العقاد.
وفاة عبد الله غيث
كان لوفاة الفنان عبد الله غيث قصة غريبة، وذلك أثناء تصوير مسلسل “ذئاب الجبل” وذلك في عام 1993، حيث كان من المفترض أن يقدم شخصية علوان البكري الفنان الراحل صلاح قابيل ولكنه بعد عدة مشاهد من المسلسل توفي، وعندما عرض الدور على الفنان عبد الله غيث قال “انتوا عايزين تموتوني زي صلاح”، وبالفعل كانت نبوءته بوفاته حقيقية، فقد توفي في الحلقات الأخيرة من المسلسل واتضح خلال الأحداث أنه قد قتل نظراً لأنه كان شخصية شريرة بالمسلسل فكان من المفترض أن تنتهي حياته بالقتل أو الموت، وهو ما حدث بالفعل، وتوفي في الحقيقة في مارس من عام 1993.