عذراً لفلسفتكم الباهتة، فنقطة البداية تحدد الطريق

194

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، والمسافات البعيدة تبدأ بخطواتٍ قريبة حتي تصل لأقصاها.
والأقصي بمن وما حوله المنتهي والغاية للتحرير والتطهير .
نسمع من البعض التثبيط والتقليل من الهمم ونشر اليأس لتحطيم المعنويات.
لولا فعلهم ما كان وكان وكان …، وما أدراك أنهم كانوا في أحسن حال ، إن يداً ليست في جسدك تتألم لا يمكن أن تشعر بها، وإن قدماً تتعثر ليست فيك لن تشعر بها.
القضية لأصحابها وبأصحابها بمجاهديها الصابرين الأقوياء.
طفلهم الصغير كشابهم الفتي، وشيخهم الكبير كفتيهم الشاب.
هؤلاء رأوو الموت بأعينهم ألف ألف مرة ، فوالله ما زادهم هذا إلا رغبة في الجنة ، وفي كل لحظة يقتربون منها يشمون رائحتها .
إن لم تكن من النشيطين فلا تكن من المحبطين المثبطين.
لنا ولهم الله ، وصدق ربنا سبحانه وتعالى:
﴿وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾(سورة الصف، الآية:13)
جاء في تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله:
ثم قال : ( وأخرى تحبونها ) أي : وأزيدكم على ذلك زيادة تحبونها ، وهي : ( نصر من الله وفتح قريب ) أي : إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه ، تكفل الله بنصركم . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) [سورة محمد، الآية : 7 ] وقال تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) [سورة الحج، الآية : 40 ] وقوله ( وفتح قريب ) أي : عاجل فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة ، لمن أطاع الله ورسوله ، ونصر الله ودينه ; ولهذا قال : ( وبشر المؤمنين ).

اللهم نصرك الذي وعدت.