عرافه ابليس و صناعه الإله الجزء الثالث و الاخير

578

بقلم / شاميه كساب

و اختفى لوسيڤر و عم الهدوء المكان ، و هدئت نفس فاطيما و ابتسمت ، وعلمت الاسرار و حمدت و شكرت الله ، و اتجهت نحو كوخ العرافه ، لأنها و عدت أن تخلص الحرباء ، و إذ بها تدخل الكوخ لتجد (طفله جميله لها جناحان ) تجلس على الارض و تبكى , و ترى العجوز العرافه قد فارقت الحياه و ملقاه جثه هامدة على الأرض ، فأخذت الطفله فى أحضانها و قالت لها هيا بنا لنمضى إلى طريقنا ، و ذهبا الاثنان إلى بوابه وادى الموتى ليخرجوا سويا و حين اقتربوا وجدت حارسان ضخمان يقفان على الباب و لديهم جناحان ففزعت فاطيما و تكلمت مع الفتاه قائله

فاطيما : ما اسمك يا جميله فردت عليها قائله : اسمى حورياء

فقالت لها فاطيما : أتعلمين شئ عن هذان الحراس الضخمان و ما تلك الاجنحه على ظهورهم و على ظهرك أيضا ؟

ضحكت الفتاه و قالت لها انتى ايضا مثلنا .

فكانت على يمينهم بركه من الماء فنظرت فاطيما إلى البركه و قالت : حقا انا مثلكم و لكن كيف تغيرت معالم أجسادنا فردت عليه الفتاه

حورياء : انتى هنا فى وادى الموتى ارض الحقيقه و هذا شكل الإنسان الحقيقى حينما قال الله

بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [سورة الأعراف:26]

فاطيما : نعم فهمت و لكن كيف سنعود إلى البيت بشكلنا هذا سنكون اغراب ، هل من احد هنا استطيع أن اسأله عن حقائق ارغب بالمعرفه و نحن مازلنا هنا بأرض الحقيقه .

حورياء : نعم كنت اسمع والدتى دائما تقول لو يسمح لى الحكيم اخر الصالحين مقابلته كان من الجائز كل شئ تغير و لكنه لم يقابل من تحالف مع الشيطان .

فاطيما : اتسمحى لى أن اسألك سؤال أعتقد أنه سيكون محرج لكى

حورياء : اسمح لكى فلا شئ افجع من خسارة امى و عدم معرفة أبى من يكون ؟

فاطيما : اعذرينى يا صغيره ، اريد أن اعرف لماذا مسختى حرباء و لماذا العرافه تحالفت لخدمه ابليس و اتباعه

حورياء : كنت صغيره جدا لم ادرك ماذا يحدث ، كانت حرب كبيره بين فريقين ( الخير و الشر ) خارج تلك البوابات سفكت دماء كثيره ، والدتى كانت عرافه كل الارض وقتها و تنبئت بفوز الشر فاخذتنى لتقابل قائد الشر للتحالف معه ، ارسل لها اتباعه و لكنها أصرت على مقابلته و حاولت عمل تعاويذ و قتها حدث عدة أمور فى وقت واحد ( برق و رعد و زلزال و امطار ) لمده ثلاث دقائق و هدئت الاجواء لتنظر نحوى فوجدتنى حرباء ، حملتنى و هى تبكى قائله : لماذا كنت اريد فقط مقابلتك انت المنتصر فأردت التحالف معك ، فرد عليها صوت جهور

الصوت : كثيرا ما استخدم الخونه فى مكائدى و لكنى لا احب

الخائن ابدا بالرغم من أنه مساعد قوى لى ، فعاقبتك فى ابنتك لتتذكرى حجمك دائما ، اذهبى فأنت من اليوم من خدامى مجبره و لتكن ابنتك عبره لكى طوال العمر لتتذكرى دائما انى جعلتك تخونى بنى جنسك ، و خلاص ابنتك على يد قلبا سليم و بالطبع لم يكن انتى ايها الخائنه .

حورياء : و من هذا اليوم و انا هكذا و جئتى انتى لا اعلم ماذا فعلتى ، و لكنى وجدت نفسى تحررت و امى قد فارقت الحياه

فاطيما : بعتذر يا صغيرتي ، دعينا نذهب للحكيم

حورياء : إذن فلنبدء بالسير حتى ندرك زهور البنفسج و نتتبعها ، هى الدليل

فاطيما : كيف عرفتى هذا ؟

حورياء : والدتى كانت دائما تهمس فى اذنى و انا حرباء ( إذا حدث شئ عليكى بالهرب شرقا حتى تدركى زهور البنفسج اتبعيها لتصلى الحكيم و لا تعطى اى اهتمام لما سوف تريه فى تلك الرحله حتى تصلى لقصر الحكيم و هو سيعلم من انتى و سيقوم بمراعاتك بعيدا عن الشياطين )

فاطيما : اخيرا وجدت شئ نافع من والدتك ، فلنذهب إذن .

ذهبت فاطيما فى رفقه حورياء متجهين إلى الطريق المؤدى للحكيم و هم لا يعلمون ماذا سيقابلون من اهوال .

فاطيما : مشينا كثيرا و لم نجد بدايه الطريق كل ما نراه ارض شاسعه بيضاء لم يكن بها اى معالم الحياه .

حورياء : لا تقلقى فالطريق طويل اكثر مما تتخيلى فلنسترح هنا قليلا هناك شجره سنجلس أسفلها و ناكل من ثمارها .

فاطيما : لا بئس فقد غلبنى التعب و الاجهاد

وصلوا الاثنان للشجره و أكلوا من ثمارها و شربو من الندا على الأوراق و ذهبوا فى النوم و هم لا يعلمون أن تلك الأرض هى ارض الاحلام فحلمت فاطيما حلما

حلم فاطيما ( حلمت فاطيما أنها كانت نجمه تعيش فى السماء مع عائلتها النجميه تدور فى السحاب تضئ الكون بنورها الساطع كانت نجمه انثى تدور فى الفضاء السمائى مع زوجها الذكر كانو فرحين إلى أن جائت لحظه حدوث حرب فى الأرض بين الخير و الشر و اجتمعت العائله النجميه للتباحث فى الأمر كيف يساعدون المخلوقات التى تسكن الأرض فقرروا نزول توائم النجوم لتسكن أجساد بشريه و تندمج مع أرواحهم و تتناسخ أنفسهم جيل بعد جيل ، حتى ترشد البقيه للنور الالاهى الذى من الجائز أن يحجب من الأضرار التى ستخلفها الحرب و لكى يربطون التوائم الزوجيه كى لا يفلتون من بعضهم لأن اتحادهم نور قوى ، اخذو عليهم عهود و عقود و كانت فاطيما أحد تلك التوائم و لكنها فى الحلم رائت انها تمضى عقود هى و زوجها التوائم الذين يتشاركون نفسا واحده و هبطو إلى الأرض فى أجساد بشر و للاسف تفرقوا كانت النجمه فاطيما تنظر لتوئمها النفسى و هم يهبطوا و من كثره النجوم إلى هبطت اختفى توائمها و غاب عن ناظرها و اضطرت أن تكمل الطريق لوحدها لتؤدى مهمتها اى مهمه بذور النجوم ) هنا استيقظت فاطيما مفزوعه لدرجه انها افزعت حورياء فاستيقظت أيضا

حورياء : هيا بنا نذهب أمامنا طريق طويل

فذهبا الاثنان يمشون و فاطيما تشعر أنها تسير فى أرض العجائب و تناست ما جائت من أجله ففتحت أمامها اسرار و مغامرات رغبت فى اكتشافها ، الاثنان يسيرون حتى يصلون لأرض يسودها السواد و بدئت الظلماء تملئ المكان بدء الذعر يصيب فاطيما و مسكت بايد حورياء قائله

فاطيما : ما الذى يحدث

حورياء : لا تخافى اعلمتك منذ البدايه إن لم يكن الطريق سهل ، نحن الان فى أرض الظلام هنا ترقد أنفس سيئه و ماتت ميته سيئه لا تهتمى لأى شئ تريه

بدئت ظهور اشباح تنادى على فاطيما و فاطيما مذعوره تمسك بحورياء من شده الخوف حتى وجدت الأرواح على يمينهم و يسارهم و أصواتهم مرعبه من الصراخ و العويل و الكلمات الغير مفهومه المكان مرعب حقا و لكنهما يسيران حتى يصلوا إلى بحيره دماء تصعد منها ابخره كأنها بركان فوقها كوبرى .

فاطيما : ما هذا ؟

حورياء : هذا بحر دماء من مات فى غضب لا تبالي ، و هيا لنصعد فوق تلك الكبرى لنغادر تلك الأرض الملعونه .

صعدوا الكوبرى و ذهب الخوف من فاطيما و بدئت تسمع أصوات هادئه تناديها و تكاد أن تسحرها و هم فوق الكوبرى يسيرون توقفت فاطيما كأنها قد خدرت من هذا الصوت الجميل الذى ينده عليها ( فاطيما يا اجمل نساء الارض انزلى لنا هنا انتى ملكه هذا المكان ) و بالفعل كادت فاطيما أن تلقى نفسها من فوق الكوبرى و إذ بحورياء ترى ذلك و تصفع فاطيما و تشدها ثم تفيق فاطيما قائله

فاطيما : ماذا حدث

تضحك حورياء قائله : لا تبالي افيقى و لا تلتفتى لتلك الاصوات هيا بنا لنمضى .

و فعلا انهو تلك الكبرى المسحور و ها هم الان على الأرض البيضاء من جديد ، تمشوا لعده أمتار ثم وجدوا أمامهم شجره تشبه ثمارها ثمار التفاح و إذ بفاطيما تقول : الله انا جائعه و كادت تمد يدها لتقتطف ثمره و لكن استوقفتها صرخه حورياء و هى تقول :

حورياء : لا تقربى لتلك الشجره تلك شجره الخديعه الملعونه

فاطيما : لماذا ملعونه ثمارها ناضجه و انا جائعه

حورياء : اعيدى النظر بتمعن للثمار

فتجد فاطيما أن الثمار تحولت لجماجم و حجم الشجره كبير جدا تملى مساحه كبيره من الأرض ، فتفزع

فاطيما : ما هذا ؟ متى سينتهى اردت فقط المعرفه

حورياء : لا فاطيما فقد ساقتك رغبتك لتوصيلى للعوده للديار

فاطيما : ماذا تقولى انك استغلتينى انتى حرباء خبيثه و سانهى تلك الرحله الان

حورياء : ايتها النجمه المخلصه الطاهره انا لست خبيثه و انتى لستى بمغفله فقد عاهدتى على مساعدتنا و ها انتى توفى بعهودك و بهذا فقط ستصلى للحقيقه التى ترغبينها

فاطيما : نجمه ماذا تعنى بنجمه و كيف لكى أن تعرفى كل هذا ؟

لن اتحرك خطوه بدون أن أعرف كل ما تعرفين

حورياء : هونى على نفسك يا جميله ، كلانا يرجو الحقيقه و العوده للديار ، كلما تقدمت خطوه عرفتها و عرفت الخطوه التى تليها ، لا اعرف كيف و لكن تفسيرى الوحيد أن الذاكره لدى تنشط كلما اقترب للديار فاحذرك لننجوا سويا ، انا رائيت حلمك فى ارض الاحلام ، و اقول لكى لم يكن حلم و لكنها حقيقتك

فاطيما : لا افهمك و لكن انتابنى هدوء داخلى ، هيا لنكمل طريقنا لم اعد جائعه

و ذهبوا فى طريقهم حتى وصلوا لزهور البنفسج ، فرحا فرحا شديدا قائلين لقد وصلنا لقد وصلنا ، سقط حورياء على الأرض ساجده حمدا و شكرا لله و فاطيما كانت سعيد كأنها أنجزت عمل شاق مفروض عليها ، ثم اتبعوا زهور البنفسج حتى وصلوا لبوابه قصر ضخم جميل بل فائق الجمال ، تضع حورياء يدها على بوابه القصر يفتح الباب يدخلان القصر ليروا امتع ما عينا تراه المخلوقات فى هذا المكان رائعه الجمال جنائن خضراء تزينها اشجار الفاكهه و العنب و النخيل ، أشجار زيتون ثمارها تضئ نورا ساطعا انهار عسل يطير فوقها نحل و اطفال بجناحين كالملائكه تطير مع النحل و الفراشات فوق الزهور و فوق انهار العسل يلعبون و يمرحون و صوت ضحكاتهم يفرح ، فاطيما و حورياء يسيرون فى انبهار و سعاده لم توصف ينظرون على اليمين يجدون بشر بجناحين و لكنهم يسجدون و يذكرون الله فى منتهى الخشوع و فجائه يرو قصرا مفتوح الابواب يدخلون و يخرجون منه الناس و الابتسامه المريحه تملئ وجوههم يسألون أحد الخارجين من القصر : اين نجد الحكيم الصالح يشاورون لهم الناس أنه بالداخل رائحه المكان عطره و ذكر الله يردد و ابتسامه تملئ الوجوه و اطفال رائعه الجمال تمرح هنا و هناك .

قالت فاطيما : أشعر انى بالجنه يا الله ما هذا المكان الجميل .

يدخلان و إذ بالحكيم الصالح ينتفض من مكانه و يجرى مسرعا فرحا نحو حورياء و يأخذها فى أحضانه و هو قائلا : حمدا و شكرا يا الله لم تخيب ظنى و لم تكسف رجائى دعوتك فأجبت و ها أنا ذا تعود ابنتى إلى الديار رفعت كفى نحو لطفك مناجيا شاكرا و كنت اعلم انك لم تخيب رجائى .

الحكيم : ابنتى العزيزه حورياء كم اشتقت اليكى و دعوت الله أن يعيدك و لم يخيب رجائى

الكل صامت فى زهول لاول مره يرون الحكيم يبكى من شده الفرح حتى حورياء نفسها اصابها الزهول و فجائه ترتمى فى أحضان ابيها و تبكى من شده الفرح قائله نعم أنا ابنت الحكيم كنت اشعر بذلك ، هنا تقاطعهم فاطيما قائله :

فاطيما : عذرا ايهما الحكيم الصالح قطعت كل تلك المسافه لاعرف حقيقه أمرا واحد و لكنى الان اريد ان اعرف أمورا عده . ثم نظرت إليه نظره حده قائله : اريد المعرفه

يضحك الحكيم ضحكه مريحه و يتجه نحو فاطيما و يسحب يدها لتدخل إلى مكان الجلوس ثم يقول لها استريحى يا ابنتى

فاطيما : لا لا عقلى الصغير لا يتحمل انا ايضا ابنتك

يضحك الحكيم ثانيا قائلا : لا يا ابنتى هذا تعبير مجازى لفرق السن بينى و بينك .

تهدء فاطيما و تلطقت أنفاسها و تجلس فى هدوء ثم ياتى بشر يقدمون الطعام و الشراب لفاطيما و حورياء بعد أن جلسوا

الحكيم : فاطيما اعلم أن ابنتى كانت ستعود على يد بذور النجوم ذات القلب الصافى و قوه الايمان و ها قد عادت على يدك فمن حقك أن تعلمى ، اولا لن أطيل عليكى فقد علمتى من انتى من خلال الحلم الذى رائيتيه و انتى نائمه فى ارض الاحلام ، و لكنى ساعلمك ما خفى عنك .

و بدء الحكيم فى سرد القصه منذ البدايه

القصه :

قديما كان الناس تعيش فى الارض بجناحين و يرتدون لباس التقوى و لباسا يغطى سوئاتهم و قد سكن معهم لوسيڤر كان ضعيف خزلان منكسر و لكن الحقد و الكراهيه تملئ قلبه و بات سنوات يجمع الشياطين حوله فهم من بنى جنسه و بدء فى تسليط الشيطن على الانس يوسوسو لهم للابتعاد عن الله و عن عبادته و ذكره ، و من ابتعد عن ذلك يجد معيشته أصبحت ضنكا و بدئت الارض تنقسم نصفين ( الصالحين و الشيطين بقياده لوسيڤر ) فاعلنت الحرب و كانت حرب شرسه ، الله مدنا بمساعدات من بذور النجوم و الزوهرين و الروحانين و ملائكه الأرض و لكن للأسف انتصر لوسيڤر بشياطينه فقد تحكم فى معظم الناس قبل الحرب تلك الناس اعتقدوا أنهم انتصروا فى معركه و لا يعلمون أنهم انتصروا على أنفسهم و ظلموها ، بعدها قله قليله من الصالحين فروا إلى تلك الأرض و البعض الاخر تم مسخهم و مسح ذاكرتهم و سكنت أجسادهم الشياطين و جعلوهم نائمين لا وعى لا استيقاظ ، جعلوا أجسادهم ذات حجم صغير بدون جناحين و أسقطوا من عليهم لباس التقوى الذى نزل بيه ابونا ادم و توارثناه ، جعلهم أشباه القرده ليقنعوعم فيما بعد أنهم فى الأصل كانوا قرود ثم تطوروا ، و اصبح هذا الجنس الغريب ذات الأجساد المسكونه بالشيطن هم من يعيشون على الارض و حينما يستيقظ أحدهم و تعود له جزء صغير من ذاكرته ، ينقلبون عليه و يوسوسو له و يجعلوه يعيش فى كرب و يكرههه الناس لأنهم يعلمون أن من يستيقظ هو النفس الروحانيه التى كانت تساعد فى الحرب ، و اصبح هذا شكل البشر و هذه غفلتهم أصبحوا نيام ، و لكن الله لم و لن يتركهوم ارسل لهم الكتب ليتدبروا ارسل لهم الصحوات و لم يتغيروا فهم ظلموا أنفسهم منذ بدايه الحرب و كان هناك خونه تحالفوا مع لوسيڤر شخصيا ، فأصبح العالم كما ترين قبل أن تدخلى تلك الأرض التى تقفى على أرضها الان ، انتم تعتقدون أن الحرب سوف تأتى هذا ما أرادوا برمجتكم عليه بل الحرب انتهت و البشر الممسوخه المسكونه من الشيطن الموجوده حاليا هم خلفاء الحرب ، لم اقل أن ليس بكم صالحين بلا و لكنكم نائمين غير واعين ، الكتب حرفت ، تناقلت احاديث غير صحيحه ، انتشرت معتقدات و افكار و عادات و تقاليد باليه غير مفيده كثر الكذب ، المخلوق الفاسق يسعد و يهنئ لانه يمشى على خطى من برمجه و المخلوق الذى يستيقظ و ينفر و يمشى فى الطريق السليم يقهر ، اعتذر ابنتى على تلك الحقيقه الصادمه و لكنها ستنير عقلك الان انتى عرفتى الحقيقه الكامله و سر شقائك و ايضا الان ستجدى سعادتك و هنائك ما دمتى عرفتى الحقيقه فعليكى معرفه رسالتك .

هنا حورياء تقاطع والدها قائله .

حورياء : انتظر يا أبى هكذا أصبحت فاطيما ابنتك و انا متفرجه لم يسمح لى بالسؤال

يضحك الحكيم قائلا : سامحينى يا صغيرتى لن اقدر على زعلك فأنت العزيزه الغاليه العائده بعد طول انتظار سالى ما شئيتى .

حورياء تنظر لوالدها فى نظره حائره و تقول له بنبره حزينه

حورياء : والدى ما الذى اوصل الأمور لأكون فى ذلك المأزق المخزى الذى مررت بيه مع والدتى و ماذا هى بفاعله اريد الحقيقه بدون تجميل .

يتنهد الحكيم و بعض دموع الحزن فى عينه قائلا .

الحكيم : اقدر حالتك و وضعك يا صغيرتى و القلب ينفطر عليكى ساقص عليكى ما حدث

الحكيم : جاء موعد زواجى فاختارو لى صبيه من قبيله أخرى لتوتطيد العلاقات و ارتباط النسب فوافقت ، و عندما تزوجت امك اتقيت الله فيها و بعد بضعه أيام من زواجنا كنت فرح و عرضت عليها أننا سنطير فى رحله استكشاف لخيرات الأرض و مخلوقات أخرى ، رفضت و تحججت أنها عروس جديده و تعبه أو فى حاله كسل فتقبلت عذرها و قمت بعفوها عن الرحله و خرجت انا و من معى ، و بعد فتره كان هناك رحله استكشافيه اخرى فلا يصح أن أخرج لوحدى فعرضت عليها و تحججت فعذرتها و حدث هذا ايضا لثالث مره فرفضت أيضا فذاد استغرابى لا احد يرفض تلك الرحلات الممتعه و سالتها لماذا لا تريدين الطيران فقالت إنها حامل فى مولود و لكنى لم أصدقها فقد اعتادت الكذب فاجبرتها على الطيران لمسافه صغيره ، و ذلك لأن اى احد يوسوس له الشيطن أو يتعاقد مع لوسيڤر ، لا يستطيع الطيران كأنه عقاب الاهى ، فوجدتها لم تعد تستطيع الطيران و على الفور قطعت لها أجنحتها و بحثت وراء قبيلتها علمت أنهم جميعا لا يطيرون فاستفذنى الأمر و علمت أنهم جميعا تحالفوا مع لوسيفر و يعيشون بالسحر ، و أقمت عليها حد الطرد و حاربنا قبيلتها و من بقى منهم طرد من الأرض البيضاء و قطع جناحه ، بعدها استخرت الله و جائتنى بشراه بأنها حقا تحمل مولود ، و لكنى بحثت عنها كثيرا و لم اجدها و استخرت الله فعلمت أنها تسكن ارض الموتى و تلك الأرض محرم علينا دخولها ، فسلمت امرى لله و ظللت لآلاف السنين استخيره و كان يعلمنى بكل اخبارك حتى يوم مولدك علمت أننى رزقت بطفله انثى ، حمدت و شكرت الله و كان يقينى قوى أن الله سيعيدك للديار ، و علمت أيضا أن من سيخلصك ذو قلب سليم و ها قد وعدنى الله و ها قد وفى و انتى الان فى الديار و ساعوضك كل ما حرمتى منه بأمر الله .

ثم قام الحكيم من مجلسه متجه الى ابنته التى فطرها البكاء لياخذها فى أحضانه و يشعرها بحنان الاب و عطفه و أعطاها خاتمه الذى لم يستغنى عنه ابدا لترضى ( يقال إن هذا الخاتم هو خاتم سليمان و الله اعلى و اعلم) ثم يوجه كلامه لفاطيما قائلا : اشكر الله ثم اشكرك فاطيما و الان حان وقت عودتك فهناك اسره و رساله تنتظرك و يجب أن تعلمى رسالتك

فاطيما : كلى اذان صاغية ايها الحكيم

و إذ يضع الحكيم يده اليمنى على رأس فاطيما فتشعر فاطيما أن عيناها أغلقت و الظلام و الهدوء عم المكان و اذا بها ترى ضوء نور غريب يصعقها كالكهرباء الخفيفه الغير ضاره لمده ثوانى و تفيق لتجد جميع الكتب السماويه الصحيحه قد تم حفظها فى رأسها هنا أيقنت أن رسالتها نشر الدين الصحيح الغير محرف و معانيه من التدابير التى أيضا حفظت فى ذاكره عقلها و نشر حب الله الواحد الاحد ، فتنظر إلى الحكيم قائله .

فاطيما : نعم أدركت الان رسالتى عبر الحيوات السابقه و تذكرت أيضا كل حيواتى السابقه حتى قبل الحرب و كل ابتلاء مررت بها هو رحمه و نور لاستيقظ و اعود لمهمتى شكرا لله فقد علمت حتى اجابات الاسئله التى لم تخطر ببالى ، شكرا لله ثم شكرا لك ايها الحكيم و تسقط فاطيما على الأرض فاقده للوعى ، و حين تفيق تجد نفسها فى بيتها ملقاه على الارض و لا تتذكر شئ حتى جميع الامها الماضيه فقد نسيتها و أحست بتسامحها لكل شي و اى شخص و لكنها لن تنسى شئ واحدا الدين و حب الله و اطمئنت لأنها علمت رسالتها نشر الدين و حب الله و التسامح .فقامت لتتلوا بعض آيات الله الذى تم حفظه فى ذاكرتها فى رحلتها الروحيه هذه .

و إذ بالباب يدق تقوم لتفتح لتجد صديقتها تسمح لها بالدخول و تقوم معها بواجب الضيافه و يجلسان يتناولان أطراف الحديث

صديقتها : طمنينى على احوالك ستذهبين اليوم للعرافه كما اتفقنا أمس .

تنظر فاطيما إلى صديقتها فى استغراب فهى مازالت تتذكر بعض اشياء و منها أنها ذهبت للعرافه فعلا و مكثت فى الطريق سنوات فكيف تلك السنوات مرت يوم واحد ، و لكنها تهدء و ترد على صديقتها قائله .

فاطيما : عرافه ماذا و لماذا اذهب لها

صديقتها : لتخلصك من التخاطر هذا الذى جائك فيه حبيبك يقول لكى أنه الإله

فاطيما : اى حبيبى اجننتى لم يتساوا البشر بالاله و عن اى حبيب تتحدثين انا لا افهم مقصدك من كل ما تقولين ، دعك من هذا الهراء و تعالى لاقول لكى عن الصلاه الصحيحه من كتاب الله لقد تدبرت القران و وجدت اجابات لكل اسئله الكون بمعنى اصح من التدبر علمت كل الحقائق و علمت كذب و تحريف العرافين و الشيوخ

صديقتها : اجننتى يا فاطيما تتعدين على الشيوخ انتى ملحده و لا اريد معرفتك بعد الان

هنا أدركت فاطيما أن رسالتها لم تكن سهله فهى تتعامل مع أجساد ممسوخه يسكنها الشيطن برمجت على الابتعاد عن الله و دينه و تدبر القران و جميع الكتب و كيف اصلا و الديانات حرفت و لكن توجد نسخه فى عقل فاطيما فقررت انها لن تيئس عن نشر رسالتها و مهمتها مهما كلفها الأمر ستنشر حب الله الواحد الاحد و دينه الصحيح و تدبر الكتب ، أما عن حبيبها فقد نسيته تماما و اذا تذكرته تبتسم قائله لنا موعد بتقدير الله و لكن الأهم هى رسالتى فى الحياه . فابتسمت فى هدوء قائله : فلنبدء حياه مشقه جديده مع أجساد تلك البشر التى تسكنها الشياطين و النفس تائهه بداخلها . ……تمت بحمد الله