111 شارك ذاتَ يومٍ وأنا أسيرُ على حافةِ ذاكَ الوادي الذي يَتطرفُ قريتنا الصغيرة .. التقيتُ رجلاً ملتحياً وشعرهُ طويلاً القى عليَّ التحيةَ وسألني هل ؟! قريةُ التلالِ بعيدةٌ من هنا قلتُ بلْ هذهِ هي القريةُ التي تريد .. تفرسَ بيَّ وقالَ أينَ بيتُ فُلان قلتُ في نفسي لِمَ يسألُ عن دارِ أهلي ثمَ جاوبتهُ أعتقدُ بأنها تلكَ الدارُ التي على المرتفعِ .. تركني وذهبَ وما إنْ وصلَ إلى الدارِ عدتُ أدراجي و اختلستُ أطرافَ الحديثِ بوقوفي متخفيةٌ إلى جانبِ النافذةِ .. وإذْ بهِ يقولُ لوالدي سمعتُ عن ذكاءِ و جمالِ إبنتكَ فجئتُ خاطباً ثمَ قالَ وما إنْ وصلتُ إلى الوادي الذي في أطرافِ قريتكمْ غيرتُ رأيي منْ رأيتها على حافةِ الوادي خطفتْ قلبي و ختُلِجَتْ مشاعري ولمْ أعرفُ منْ تكون .. فدخلتُ دونَ أنْ أطرقَ البابَ و إذْ بهِ إنتفضَ من مكانهِ فصدمَ بقدَمِهِ كوبَ القهوةِ و لمْ يشعرْ بهِ .. نظرَ إلى والدي وقالَ إنها هي هي التي كانتْ على حافةِ الوادي قالَ والدي إنها إبنتي قالَ إذاً إني لها خاطبٌ .. قلتُ لهُ و من تكونُ أنتَ قالَ عاشقٌ لكِ منذُ سنين سمعاً وليسَ بصرَ .. متيمٌ بكِ منذُ سنين عشقاً دونَ كدرَ .. قادماً إليكِ منذُ سنين ولمْ أكنْ آهابُ الخطرَ .. كتبتُ فيكِ ألفَ قصيدةٍ دونَ سمعٍ لكِ أو نظرَ .. قلتُ إنكَ جمالُ الروحِ ملاكٌ ولستَ بشرَ .. كانَ يسوقني قلبي كلَّ ليلةٍ إلى حافةِ الوادي كنتُ لقدومِكَ منتظرة .. وما إن القيتَ عليَّ التحيةَ شعرتُ بأنكَ عاشقاً متيماً وأنا بوصالكَ لمنتصرة ….. الشاعرة ملاك الزين على حافةِ الوادي 111 شارك