عوالم خفيه و الوعى الجمعى الجزء الثانى مفهوم العباده و الهدف من الحياه  

205

بقلم / شاميه كساب

 

عوالم خفيه و الوعى الجمعى

تناسينا و تغافلنا على سبب خلقنا ، بعدنا كثيرا عن أننا خلفاء الله فى الارض ، و لهتنا الدنيا عن عملنا الاصلى و هو أن نكون عباد و ليس عبيد ، كل البشر خلقوا لهدف واحد ، كلما ابتعدوا عن الهدف كلما زادت مشاكلهم الماديه و النفسيه ، الهدف هو العباده ، و هنا مفهوم خاطئ للبعض ( ليست العباده هى الصلاه و الصوم و الحج و الزكاه فقط بل تلك هى شعائر و امور حسيه للعباده) لتطهير النفس و تزكيتها ، و مهمه جدا
إن لم تلك هى العباده فما هى العباده إذن ؟
العباده الحقيقيه أعمق و أدق من ذلك بكثير .
( و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين ) الحجر 99
هذا معناه أن العباده ستكون دائمه دون توقف ، كل ثانيه فى الحياه ما هى إلا موقف عباده ، العباد أو العبد هو ارقى و اطهر و أعلى لقب و منصب نحصل عليه .
سليمان و ايوب حصلوا على لقب ( نعم العبد ) و كان ذالك اعلى مرتبه للقب عبد ، و ما يليه ( عبادنا المخلصين ) كلها القاب بل افضل الألقاب التى يعطيها الله للإنسان ( الكلام موجه لكل الديانات ) لأنه أمر متعلق بعلاقتك بالله ، و أشمل حتى من الدين فهو هدف خلقك .
كل البشر تعبد بدون استثناء ( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) الذاريات 56
( قل يا أيها الكافرين ، لا اعبد ما تعبدون ، و لا انتم عابدون ما اعبد ،و لا انا عابد لما عبدتم ،لكم دينكم ولي دين ) الكافرون 1,2,3,4,5,6
باختصار لا يوجد كيان بشرى أو جن الا و قد يعبد فهو جزء أساسى اصيل فى الخلق ، و لكن هناك فارق بين العباد و العبيد
العباد : هم من يضعون عبادتهم فى مكانها الاصلى و هو الله
اما العبيد : هم من يوجهون العباده لمن دون الاتجاه الاصلى ، و ( و ما ربك بظلاما للعبيد ) فصلت 46
مفهوم العباده الاصلى و الصحيح متروك حكمه لله وحده فهى أمور مرتبطه بالنفس الداخليه التى لا يطلع عليها سوى الله وحده ، ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الكهف 110
عندما تفكرت و تدبرت فى كتاب الله ، اسال نفسى ما هو مفهوم العباده الذى يختص بالنفس الداخليه ؟
و جدت العديد و العديد و قد لخصت لكم بعض النقاط و اذا تدبرت و تفكرت فى القرآن الكريم و الكتب السماويه ستجد الاكثر .
نقاط توضح مفهوم العباده:
( الايمان ، الشكر ، الخشيه ، الانابه ، التبتل ، الدعاء ، الرهبه ، الاخلاص ، الاستعانه بالله ، الاستغاثة بالله ، استخاره الله ، الخوف خشيه و حب من الله ، القيام لله ، الاعتصام ، الاستقامه ، التقوى التقوى التقوى ، الفرار إلى الله ، التفويض ، التوكيل العوذ ، التسبيح ، الذكر ، السجود ، الركوع ، التوبه ، الرجاء ، الكنوت ، الولاية ، التسليم ……) كلها داخل العباده لله وحده الاحد الفرد الصمد.
بقدورك اختصارها فى حب الله حبا ليس كمثله شئ اخر ، و أن تسلم له تسليما تاما ، تلك أمور نفسيه و جسديه داخل العباده ، لابد أن تعبد و عليك أن تختار أن تكون عبد الله أو من عبيد التاغوت .
فأكبر مشكله ستواجهك فى العباده هى ( الأنا أو الايجو ) تلك يعتبر أكبر اله مزور مزيف منتشر على وجه الارض كافه .
كيف تعود نفسك لتكون عبدا لله ؟
اجعل كل ما تفعله فى يومك لله ، اى شئ ، ذهابك للعمل لله حبك لشخص لله تربيه اولادك لله خدمتك لابويك لله وقفتك فى مطبخك لله ذهابك للنوم لله .
مثال : ( سأقوم احضر الفطور لاولادى متوكله على الله ، سأذهب إلى عملى متوكله على الله ، كل أمر فى روتينك اليومى اجعله لله .
و هنا مبارك لك ( سيبدل الله الرزق اى كان من حيث تحتسب إلى من حيث لا تحتسب ) و الله عن تجربه و تجارب آخرين .
باختصار اجعل كل نواياك الداخليه لله ، أن كان عمل صالحا باركك الله ، و إن كان غير صالحا (تعلم أو لا تعلم ) سيمنعك عنه الله و يبدله بالصالح ، فمن مع الله لا يضيع و من نيته خالصه لله لا يخطئ و من كان يعلم يقينا أن رزقه بيد الله سيربح و لا يحزن و الرزق ليس المال فقط فالناس المخلصين و الزواج رزق و الحب رزق و الستر رزق و الاولاد رزق ……..، ارزاق الله لا تنقطع أن عبدتوه حق عباده .