بقلم / د.جيهان رفاعى نحتفل اليوم ٣٠ اغسطس بعيد ميلاد المطرب الكبير محمد ثروت، فعندما يجتمع الفن مع العلم والإنسانية تظهر لنا إطلالة رائدة فريدة من نوعها، فهو متميز بعلمه الراقى وفنه الجميل، مبدع فى إحساسه، متألق فى جميع أعماله، لذا يسعدنا أن نحتفل معه متمنيين له دوام الصحة والعافية فهو نجم صاحب خلق رفيع لم ينجرف إلى الأسفل وتمسك بالطرب الأصيل فى وقت ظهر فيه اشباه المطربين، غنى للوطن والدين والحب والأطفال، خفيف الظل وسيم الوجة، صاحب صوت جميل ومبادىء راسخة، سر تعلمه الغناء هو الابتهال والمديح والانشاد الدينى منذ كان عمره ٦ سنوات، اكتشفه الموسيقار محمد سلطان منذ أن كان فى أولى كلية الهندسة ثم احترف الغناء ولكن الموسيقار محمد عبد الوهاب اختاره من وسط جيله ولحن له ضمن المجموعة “الأرض الطيبة”، ثم انفرد بعد أغنية “بلدى” و “مصريتنا حماها الله” ثم “نور الحب” و”عاشت بلدنا” إلى أن غنى “يا حياتى”، ثم أغنيته الرائعة “يا مستعجل فراقى”. وكانت علاقته بالموسيقار محمد عبد الوهاب قوية لدرجة حضور عبد الوهاب لحفل زفافه وهذا انفراد له، وقد قدم أكثر من تجربة فى التمثيل مثل مسلسل “الكهف والوهم والحب” وغنى فيها للأبنودى “اكتب جواب لحبيبي واقوله” ،” ياما كان “، “صفر قطر المحطة’ ، “على مهلى بحبك” ، أما تانى مسلسل كان قصة سيدنا يوسف فى سلسلة الغفران كتبها الاستاذ ثروت أباظة وكان دوره مؤثر وعمل شعبية كبيرة فى الشارع، وهناك مسلسلات أخرى مثل مسلسل “هى وغيرها “مع صابرين قصة انيس منصور، ومسلسل كوميدى مع انوشكا وسماح انور وصلاح ذو الفقار وهومسلسل “الطاووس”، ثم مسلسل “ابواب الأمل” وكان يدور حول القروض البنكية ورجال الأعمال، ثم مسلسل “تدابير الدنيا” مع ابراهيم الشقنقيرى، وقد قام بتمثيل مسرحيتين منها “عجايب” اخراج محمد فاضل ثم أعاد مرة اخرى أوبريت “الباروكة” لسيد درويش، كما أن للمطرب محمد ثروت باع كبير فى العمل الخيرى فقد بدأ ذلك عام ١٩٩٢ ومؤسسة ثروت للأيتام بطنطا ولها أفرع فى قرى طنطا وفرع فى مدينة رأس البر، وهناك مزرعة ثروت للأيتام بسيناء على ترعة السلام ، بالإضافة إلى حملات علاج الاطفال مرضى القلب والكشف المبكر عليهم والتبرع ببناء خاص لذلك، وهناك أنشطة أخرى فنية وتعليمية وسيارة لنقل الموتى بالمجان ومساعدات للحالات الحرجة وكبار السن، وفى عز الأزمات تجلى المطرب محمد ثروت فى كثير من الحفلات وخاصة ايام أزمة كورونا عبر اليوتيوب فأصبح صوته أيقونة الفن الدينى، يستنشق فى غنائه كل المتابعين عبير تراث غنائى ممتد من التاريخ ملىء بالذكر والتصوف فهو يملك القدرة العجيبة على إجادة الأداء و التطريب، أن أذن هذا الفنان تمتص أنغام السلف و تتشرب بألحانهم لتقديمها لنا وجبة دسمة من أعذب ما تشتهى انفسنا، فهو له صوت رخيم ينفذ إلى القلب دون استئذان، فقد برع ثروت فى القصيدة الدينية وكان له معها تاريخ و أواصر تشده إلى النشأة الأولى حيث تربى على الاستماع الى الترتيل المنغم الذى طبع مسيرته الغنائية بطابعها الروحانى الجميل، فهو لا يبالغ فى الزخارف والعرب ويعرف كيف ومتى يوظف هذه الحليات الأدائية بما يخدم الجملة اللحنية ومعانيها..وبالرغم من النجاح الكبير الذى حققه خلال مشواره الفنى إلا أن هذا المشوار لم يكن يوما باليسير، حيث مر ثروت وما زال يمر بكثير من الصعاب خلال حياته وكان آخرها مرض ابنه المخرج الشاب احمد ثروت ومع ذلك ظل محتفظا بانسانيته وحرصه على مواصلة النجاح والأعمال الخيرية التى يشهد بها تاريخه بداية من دار الايتام وحتى حملات الكشف المبكر على الأطفال فى جميع قرى مصر ..جعله الله فى ميزان حسناته ..تمنياتى للفنان الكبير فى عيد ميلاده بدوام الصحة والعافية وطول العمر. والشفاء العاجل لإبنه احمد ثروت.