199 شارك من يعرف لغة العينين ليس العاشق وحده .. يعرفها من يحمل في صدره قلبا يخفق بالصدق .. ويفهم أن العين البشرية فضاحة تفضح أعماق النفس .. هناك عيون تداري عبثا هموم الزمن القاسي .. تنجح مرات في ألا تعترف بما يتوج في الأعماق .. وقد ينخدع ببريق العينين من يجهل همس العيون وبريق العين المصنوع بمهارة .. وتأتي لحظة ينهار فيها كتمان السر .. وتقول دموع العين ما يخفيه بريق العين الكاذب .. وهناك عيون تضحك من قلب انسان ساخر وتقول بلا خوف لماذا يرتعد فلان أو ترتعد فلانة .. من أن تسخر من أحوال الدنيا ، والدنيا أرجوحة منصوبة في ملهى صاخب .. وهناك عيون رجراجة كالزئبق .. وعيون أخرى تتلمظ .. كالوحش الكاسر حين يتهيأ لافتراس فريسته .. وعيون أخرى ابنه حظ .. وعيون تخاف المولى عز وجل .. وعيون تتعبد حتى الفجر .. وعيون طيبة و عيون شريرة .. وعيون تستغني بسحر جمالها عن أصناف الكحل .. وعيون غمازة تستجدي الاعجاب .. وعيون ترصد ما يحدث و تثرثر .. وعيون تشبع عيون الصقر .. وعيون تشبه عين الفرسان .. وأصناف العين بلا آخر .. لكن !! .. لكن عين الإنسان الصادق مع نفسه أقوى من بصمات أصابعه العشر في أن تكشف عن جوهره الخالص .. وأقوى من أن تدل عليه آثار الأقدام .. وأقوى من بلاغة الكلمات .. فالعين البشرية “عدسة” أبدعها الخالق .. تكشف ما يتموج وراء صمت الشفايف .. وتكتشف بالمثل ردود الفعل المختلفة .. وتقول مهما حاول صاحبها أن يلتزم الصمت .. 199 شارك