المقالات والسياسه والادب

غياب الإحساس بالغير حينما يطغى حب النفس وتنحرف البوصلة نحو الشهوات



كتب احمد الشبيتى

في عالمٍ يزداد فيه الانشغال بالذات، ويطغى حب النفس على حساب الآخرين، نجد أنفسنا نعيش في قضايا مجتمعية خطيرة تُضعف أواصر الترابط بين الأفراد، وتُفقد المجتمع قيمه النبيلة. لم يعد كثيرون يشعرون بمعاناة غيرهم، وأصبحت الأنانية والمبالغة في تلبية الرغبات الشخصية دون اعتبار لحاجة الآخرين ظاهرة متفشية.

1. تبلّد الإحساس بالآخرين.. لماذا؟

لقد أصبح كثير من الناس غارقين في مشاكلهم الشخصية، متجاهلين من حولهم، فلا يلتفتون لجارٍ مريض، ولا لصديقٍ في أزمة، ولا حتى لقريبٍ محتاج. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:

التعلق بالماديات: أصبح الحكم على الناس وفق ممتلكاتهم وليس وفق أخلاقهم.

الإفراط في التكنولوجيا ووسائل التواصل: رغم أنها قربت المسافات، إلا أنها خلقت عزلة اجتماعية.

الضغوط الحياتية: جعلت البعض يركز على نفسه فقط، متجاهلًا من يحتاجه.

2. حب النفس.. متى يصبح أنانية؟

لا شك أن حب النفس مطلوب، لكن حينما يتحول إلى أنانية مفرطة، يصبح خطرًا على الفرد والمجتمع. فالشخص الأناني لا يهتم إلا بمصلحته، ولا يبذل جهدًا لمساعدة الآخرين، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار الجفاء بين الناس.

3. الانسياق وراء المغريات والشهوات

في ظل الانفتاح الهائل، أصبح البعض يعيش فقط لإشباع رغباته دون مراعاة الضوابط الأخلاقية والدينية. فالرغبة في الظهور، والتفاخر بالمظاهر، والبحث عن المتعة بأي وسيلة، جعلت البعض يضيع قيمه ويهمل مسؤوليته تجاه أسرته ومجتمعه.

4. كيف نعود إلى إنسانيتنا؟

إحياء قيم العطاء والتراحم: مساعدة الآخرين ليست مجرد فعل خير، بل هي واجب إنساني وديني.

إعادة التوازن بين الذات والمجتمع: لا بأس أن نحب أنفسنا، لكن دون أن نؤذي الآخرين أو نغفل عنهم.

مقاومة الشهوات والمغريات: بالتمسك بالقيم، والابتعاد عن كل ما يبعدنا عن إنسانيتنا.

خاتمة

المجتمع القوي هو الذي يقوم على التراحم، وليس التنافس الأناني. إذا بدأ كل منا بإعادة النظر في سلوكه، والتفكير في غيره كما يفكر في نفسه، سنجد أن الحياة تصبح أكثر جمالًا وإنسانية. فلنعش لأنفسنا، ولكن لنحيا أيضًا من أجل غيرنا! 

مقالات ذات صلة