بقلم د/ محمد بركات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالحكيم من أوصلته حكمته إلي نفع أو إزالة ضر أو هداية إنسان أو إرشاد حائر أو تائه للبيان وإلا فحكمته لا تجدي نفعاً ولا تزيل هما
ضرب الجوع بشدة أحد الحكماء ، فلما دنى من إحدي القرى شاهد رجلاًَ يربط حبلا في رقبة قط ويجره وهو يلبس نعالا في رجله اليمنى فقط.
فقال الحكيم مستنكرا ما شاهده ، حرام عليك أيها الرجل ، كيف سمحت لنفسك أن تفعل هذا بقط مسكين ، ألا يوجد في قلبك رحمه ….
نظر نحوه الرجل في حيره ولم يتفوه بكلمة واحدة ومن ثم أكمل طريقه .
مشى الحكيم وسط القرية لعله يجد من بين أهلها من يتصدق عليه ولكنه تفاجىء أن أهل القرية وحدهم يعانون من الجوع والبخل ..
فقال في نفسه أظن أن قبري سيكون في هذه القرية ، لأن جوعي ربما يكون قاتلي.
ففكر قليلا ثم قال:
ما نفع الحكمة إن لم تنفع صاحبه في جوعه ! فصرخ في الشارع مناديا .
أيها القوم لدي خبر لكم ، إنني شيخ حكيم عابر قريتكم وبوسعكم أن تسئلوني عن أي شيء يخطر على بالكم .
فقال رجل وهو يلبس نعال في
رجله الايسر فقط ، وقال أريد ان أسأل الحكيم : من الذي سرق نعالي الايمن ؟
وقالت امرأة من بين الحضور ، لماذا لا نستطيع الطيران ؟
وتكلم رجل ثالث وسأل :
هل خلق البحر قبل الارض أم خلق الارض قبل البحر ؟
فقال الحكيم حسنا سوف أرد على جزء من هذه الأسئلة اليوم وسأكمل الباقي غدا..
السؤال الاول :
تسأل من الذي سرق نعالك الأيمن ، أظن إذا شاهدت من يلبس نعالا واحدا في رجله الأيمن ويجر قطا فهو الذي سرق نعالك .
فقال الرجل عرفته إنه المجنون مرداس ..
أما سؤال المرأة: لماذا لا نستطيع الطيران ، فأرجوك إحضري لي سبعة دجاجات واذبحيهم وسوف نأخذ ريشهم ونصنع لك جناح ومن ثم تطيرين كالدجاج .
فذهبت المرأة وأتت بالدجاج وذبحتها وصنع من ريشها جناحا وقال لها سوف تطيرين حينما يصغر حجمك قليلا .
أما السؤال الثالث :
أيهما خلق قبل البحر أم الارض؟
فأرجوا أن تأتني بماعون كبير وفيه ماء ، فذهب الرجل وأتى بعد قليل وبيده ماعون فيه ماء .
، فوضع الحكيم الدجاجات في الماعون وأشعل نارا تحتها ، حتى نضجت الدجاجات .
وبعد ذلك أخرجها من الماعون وقال للرجل أما جواب سؤالك هل خلق الله البحر قبل الارض ، فلنفرض ذلك فكيف كانت المياه تثبت في مكانها ؟
ولكن الرب خلق الأرض وبعدها خلق البحر ، أما الآن لنأكل الدجاجات ونشبع قبل أن تسألوني هل خلق الدجاج قبلا ام الانسان؟ .
والعبرة المقصودة:
أنه إذا اجتمع الجوع والبخل في أمة، فلا بد للغباء أن يكون ثالثهما من صفاتهم.
تابعنا على