فنان.. في زمن ندرت فيه المواهب واصحاب الحرف أجرت الحوار/ا.ليلى موسى.
لطالما اشتهرت مصر ، أرض الكنانة
بمجال الحرف اليدوية والفنية منذ
القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا
ومن منا لم تأخذ لبه الأرابيسك بكل
أنواعها…ولكن ما يلفت النظر هو
توجه جديد لدى الشباب اليوم ليس
فقط لإحياء حرفة اندثرت أو إعادة
نشر فن ندر وجوده ..بل الملفت هو
الدمج بين الحرف والفن اليدوي
والإبتكار ..مصر تشهد اليوم مواهب
جديدة حولت خردتها لوحات جميلة
فغلبت مطلقي نظريات إعادة التدوير
بنظرية شبابية جديدة:* نعيد تدوير
واستخدام ما تلف لصنع إبداع جديد *
ومن هذه المواهب شاب مصري لم نشأ
الا أن يكون ضيفا في رحاب جريدتنا
دعما ليس له فقط بل لكل من جعل
الإبتكار هدف .
– استاذنا، حبذا بتعريف بسيط عنكم .
– اسمي إبراهيم صلاح شاب مصري
من المنيا وإتجهت إلى القاهرة لتطوير
موهبتي في النحت مستخدما الخردة
كأداة أساسية .
– متى إكتشفت موهبتك؟
يمكننا القول أنها بدأت تأخذ منحى جدي كهواية منذ 6 سنوات ففي البداية كنت أهوى تجميع الخردة
وعمل بعض الأشكال إلى أن اصبحت هوايتي المفضلة وملاذي .. والان أنا وصديقي نجتمه ونعمل
ونتشارك الحلم في شركة الورشة التي قامت الدولة بإنشاءها منذ عامين اسمها(لوكشين فيو) هناك
نقوم بتشكيل ونحت أعمالنا الفنية.
ما الذي لفتك في هذه الهواية بداية ؟
– النحت هوايتي المفضلة، صنع مجسمات جميلة واشكال فنية من خردة هو أمر ممتع وأول ما
لفتني اسم هذا الفن (فن الخرده ) وهو – على فكرة – فن معروف ومنتشر خارج مصر وهكذا
تحولت الموهبة لحب وشغف فبدأت من بعض الأعمال الصغيرة التي نالت إعجاب الناس وأكملت
مسيرتي وشكلنا أنا وأحمد فريق منسجم .
ما هو العمل أو المجسم الذي صنعته ويعتبر الاكبر حجما والأكثر تفردا برأيك؟
نفذت أكبر تمثال من الخردة * قط المصريين القدماء*
– كيف خطرت لك فكرة القط؟
الفكرة صراحة خطرت لي ثم عرضها علي صديقي أحمد ..هي فكرة جماليتها تعود لرمزيتها
وارتباطها بحضارة بلادنا …
– هل انت الوحيد في هذا المجال في مصر؟
ا طبعا هذا الفن منتشر وفي مصر هناك الكثير من الموهوبين والمحترفين في *فن الخردة* ولكن
للأسف لا يوجد اهتمام إعلامي ولا يسلط الضوء على هذا الفن
-ما هي أول أعمالك في هذا المجال؟ هل تذكر مجسمك الاول؟
طبعا، أول عمل نفذته هو مقلمة صغيرة ثم لعبة شطرنج …نعم ، نحن نحول الخردة لتكون مجسم
أكثر جمالا والأهم تحويلها لأعمال تعتبر صديقة للبيئة
– ما المشاكل التي تواجهك ؟ أو اذا صح التعبير العوائق؟
الحقيقة هي موهبة أو حرفة كغيرها من الحرف تعاني
من عدم تقديرها ودعمها ..وغياب العمل على دعمها وتسليط الضوء على محترفيها ..هي كغيرها
من الحرف تتشابه بصعوباتها وعوائقها ..
– ماهي طموحاتك في المستقبل؟
أن يكون لفن الخردة منصة تعرف الناس بموهبتنا وأتمنى أن تكون أعمالي ليست فقط لوحات جميلة
ومجسمات جذاية بقدر ما تكون لها قيمة إجتماعية
وتكون هادفة ومفيدة أيضا .
– ما آ خر أعمالك؟
آخر أعمالي تمثال ضخن من الخردة ارتفاعه 6 متر. ووزنه وصل لنص طن تم تجميعه وتشكيله
من 4100 قطعه من الخردة..وأعتقد أنه التمثال الأكبر في الشرق الاوسط !
شكرا لك أستاذ إبراهيم
هل تود أن تتوجه للشباب بكلمة في نهاية حوارنا ؟
للشباب أقول مهما كانت موهبتك غريبةو صعبة إيمانك فيها و إرادتك ستحولها لكتلة من الإبداع
والإبتكار فلا تخاف ولا تتردد في تطوير موهبتك أي كانت
في الختام نشكرك أستاذ إبراهيم ،أبدعت يداك فنا ربما يحمل قيمة إنسانية أكثر منها فنية
..رسالة أن الإبداع والموهبة تصنع من الخردة معجزات فنية تأسر العين ..
أنرتم صفحات الكنانة ونأمل ان نكون دائما دعما لكم ولكل المواهب الشابة