و لربما كان في الغمة الخير و في إنكشاف الغمة شر لك ” ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم
يعمهون ( 75 )” فانت لا تعرف اين يوجد الخير .وقال الأحنف بن قيس لإبنه: يا بني، إذا أردت أن تواخي رجلاً،
فأغضبه، فإن أنصفك وإلا فاحذره.
يقول السباعي ـ رحمه الله ـ: “إحذر ضحك الشيطان منك في ست ساعات؛ ساعة الغضب، والمفاخرة، والمجادلة، وهجمة الزهد المفاجئة، والحماس وأنت تخطب في الجماهير، والبكاء وأنت تعظ الناس.”
ويُروى أن هشاماً غضب على رجل من أشراف الناس، فشتمه فوبخه الرجل وقال له: أما تستحي أن تشتمني وأنت خليفة الله في أرضه؟ فأطرق هشام واستحى وقال له: اقتص! فقال: أنا إذاً سفيه مثلك! قال: فخذ عن ذلك عوضاً من المال. قال: ما كنت لأفعل! قال: فهبها لله. قال: هي لله ثم لك! فنكس هشام رأسه وقال: والله لا أعود لمثلها. قال الشاعر:
لن يبلغ المجد أقوام وإن شرفوا حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان مسفرة لا صفح ذل ولكن صفح إكرام
تزيد سفاهه فأزيد حلما كعودا زاده الاحراق طيبا
وقال رجل لعمرو بن العاص رضي الله عنه: والله لأتفرغن لك! فقال له: الآن وقعت في الشغل:
من لي بأنسان كلما أغضبته و جهلت كان الحلم رد جوابه
و تراه يصغي للحديث بقلبه و بــسمـعه و لعــلـه أدرى به