المقالات والسياسه والادب

قبل ما نختلف ونتخاصم اسأل نفسك مين المستفيد

كتبت/د/شيماء صبحي
قبل أي زعلة أو خصام أو كلمة تِتقال في لحظة غضب، خد دقيقة وسأل نفسك سؤال بسيط جدًا: مين المستفيد من الخلاف ده؟
السؤال ده لو اتسأل في الوقت الصح، ممكن ينقذ علاقات كتير من الدمار.
التحليل النفسي للموقف:
الإنسان بطبعه لما بيتخانق أو يزعل، بيشوف الدنيا من خلال “الأنا” مش “العلاقة”.
يعني بيشوف نفسه اتأذى، اتظلم، اتجرح.. ومش بيبص على الطرف التاني ولا على الصورة الكاملة.
وده بيخلي الغضب يقود المشهد بدل العقل، فتبقى النتيجة خصام، وبعدها قطيعة، وبعدها ندم.
لكن لو وقفنا لحظة وسألنا:
هل الخصام ده فعلاً يستحق؟
هل أنا كسبت نفسي ولا خسرت شخص غالي؟
هل اللي بيننا ضعف ولا حد بيحاول يبوّظ العلاقة لحسابه؟
هنكتشف إن في أوقات كتير “اللي مستفيد” من الخصام هو الشيطان، أو الغرور، أو حتى ناس تالتة مستنية العلاقة تقع علشان ترتاح.
التحليل الأعمق:
في كل خصام بيكون فيه احتياج نفسي مش مفهوم:
واحد محتاج يتسمع.
واحد محتاج تقدير.
واحد بيحاول يثبت إنه مش ضعيف.
بس محدش فيهم بيعبّر صح، فبدل ما يتفاهموا.. يتخانقوا.
العقل وقت الزعل بيشتغل بنظام “الدفاع”، مش “الفهم”،
يعني بدافع عن نفسي بأي طريقة، حتى لو بالطعن في التاني.
وده بيخلي الخلاف يكبر ويتحول من موقف بسيط لمشكلة ضخمة، رغم إن الأصل كان مجرد “زعل بسيط”.
خطوات عملية قبل أي خصام:
1. اسكت دقيقة:
قبل ما ترد أو تهاجم، خد نفس، وسكت شوية. أوقات الصمت أذكى من ألف كلمة غلط.
2. اسأل نفسك بصراحة:
أنا بزعل ليه؟ علشان فعلاً اتأذيت؟ ولا علشان عايز أثبت نفسي؟
3. افصل بين الموقف والشخص:
ممكن تكون مضايق من التصرف مش من الإنسان. خليك واعي للفرق.
4. استخدم كلمة “أنا” بدل “إنت”:
قول: “أنا اتضايقت لما حصل كده”
مش: “إنت جرحتني وأذيتني”.
الطريقة الأولى فيها توصيل، والتانية فيها هجوم.
5. ما تدخلش أطراف تانية:
كل ما الناس تدخل، المشاكل تكبر، وتفقد السيطرة.
6. اسأل نفسك السؤال الذهبي:
لو خسرته النهارده، هرتاح ولا هتوجع؟
الإجابة دي كفيلة تهديك.
الحل النفسي والعاطفي:
الخلافات مش دايمًا سيئة، لكنها بتكشف عمق العلاقة.
لو في حب ونضج، الخلاف هيعلّمك إزاي تحتوي، مش إزاي تهرب.
لكن لو العلاقة سطحية أو مبنية على أنانية، أي اختلاف هيكسرها.
ولازم نفتكر دايمًا إن:
مش كل خصام يستاهل حرب.
ومش كل سكوت ضعف.
ومش كل بعد نهاية.
أحيانًا البُعد الهادي هو اللي بيخلّي كل طرف يراجع نفسه ويعرف قيمتك.
في النهاية:
قبل ما تتخاصم مع حد بتحبه أو بتقدّره، افتكر:
فيه حاجات ما تتعوضش، وفيه ناس لما تروح مش بترجع.
وافتكر دايمًا تسأل نفسك:
“مين المستفيد من إننا نتخانق؟”
لو مالقيتش مستفيد حقيقي…

يبقى الخسارة كلها في إنك تسيب الزعل يكسب.

مقالات ذات صلة