المقالات والسياسه والادب

قرار الاستغناء سلامك النفسي أغلى

 

كتبت/د/شيماء صبحي 

في وقت معين من العمر بتكتشف إنك مش محتاج تثبت لحد إنك كويس، ولا إنك قادر تتحمّل أكتر. بتكتشف إن أعظم قوة عندك إنك تقول: “أنا مش مُضطر”. مش مُضطر أكمل علاقة بتاكل في روحي، ولا أقعد مع ناس كل مرة أرجع منهم وأنا مُنهك، ولا أفتح نقاش عارف نهايته وجع قلب وهمّ مالوش معنى.

يعني إيه أستغنى؟

الاستغناء مش هروب، ولا ضعف، ولا قسوة. الاستغناء قرار واعي إنك تحافظ على قلبك ودماغك وحدودك. قرار تقول فيه لنفسك: “أنا أولى بنفسي”. لما تختار تبعد عن الإساءة، أنت بتقول للحياة: “أنا باستحق أحسن”.

ليه القرار ده صعب؟

لأننا اتربّينا على “اصبر”، “عدّي”، “ما تكبّرش الموضوع”. اتعودنا نخاف من كلمة “لا” علشان ما نزعلش حد. بس الحقيقة: كل مرة بتسكت فيها على حاجة بتوجعك، أنت بتوجع نفسك مرتين—مرة من اللي حصل، ومرة من سكوتك عليه.

إمتى تعرف إن وقت الاستغناء جه؟

لما تلاقي نفسك كل مرة بترجع من حد/مكان وأنت مطحون نفسيًّا.

لما تبطل تكون نفسك علشان ترضي غيرك.

لما حدودك تتكسر وتتلوم لو اشتكيت.

لما العلاقة تبقى “سحب سحب” ومفيش عطاء.

لما السلام الداخلي يختفي ويبقى التوتر هو العادي.

صور بسيطة من الاستغناء

تستغنى عن محادثة بتحسسك إنك أقل، حتى لو كان صاحب قديم.

تستغنى عن شغل بيهرس كرامتك، وتبدأ تدور بجد على بديل—even لو أخدت وقت.

تستغنى عن جدال مع شخص هدفه يكسبك مش يفهمك.

تستغنى عن متابعة ناس على السوشيال بتقارن نفسك بيهم وبتخسرك رضاك.

“مش لازم أبرر”

أكتر نقطة بتوقفنا: حتة التبرير. تحس لازم تشرح وتدي أسباب ومسوّغات وتكسب تعاطف. الحقيقة؟ مش مطلوب. لو اللي قدامك مهتم بسلامتك، هيحترم قرارك حتى لو مش فاهمه. ولو مش مهتم—مش هيفرق تشرح قد إيه. كفاية إنك أنت فاهم نفسك وقيمتك.

الاستغناء مش أنانية… ده وعي

الأنانية: “أنا وبس”.

الاستغناء: “أنا وإنت—بس من غير أذى”.

أنا بحبك، بس بحب نفسي كمان. واللي يحبك بجد، هيبص لسلامك النفسي قبل ما يفكّر في مصلحته الآنية.

طب أعملها إزاي من غير ذنب؟

1. اسأل نفسك بصراحة: “أنا مستريح؟”

لو لأ—اعرف إن مشاعرك رسالة، مش رفاهية.

2. حدّد حدودك: إيه المقبول؟ إيه المرفوض؟ اكتبهم.

3. خُد خطوة واثقة: “أنا محتاج أعدّل المسافة بيننا”، “المكان ده مش ليا”، “الموضوع ده مش هيناقش تاني”.

4. اختفِ بأدب: مش لازم ضجيج. انسحاب هادي أنضف من حرب طويلة.

5. اسمح بالحزن: الطبيعي تزعل على اللي سِبته—even لو كان مؤذي. الحزن دليل إنك إنسان.

6. املَى الفراغ صح: رياضة، صحبة نظيفة، شغل على النفس، هوايات، جلسات دعم. الفراغ لو ما اتملاش صح، القديم هينده عليك.

7. ذكّر نفسك كل يوم: “سلامي أولويتي—وأنا مسئول عنه”.

أصوات جواك هتقاومك

“يمكن أنا المبالغ؟”

اسأل: هل الاحتياج للاحترام مبالغة؟

“ما يمكن يتغيروا!”

التغيير قرار شخصي مش وعد. استنى اللي عايز يتغير بجد—بس من مسافة آمنة.

“الناس هتقول إيه؟”

الناس بتتكلم يومين وتنسى. أنت اللي هتعيش جوّا نفسك طول العمر.

مكاسب قرار الاستغناء

وضوح: بتعرف أنت مين وبتقبل إيه.

خفّة: بتتخلّص من حمل مش بتاعك.

طاقة: بتستثمر وقتك في اللي يستاهل.

كرامة: بتثبت لنفسك إنك صاحب قيمة مش رخيص.

لو خايف من الوحدة

الوِحدة مش دايمًا فزاعة؛ ساعات بتبقى محطة صيانة. لما تنظّف دواخلك، هتجذب ناس شبهك. ركّز الأول إنك تبقى الشخص اللي تحب تقعد معاه—even لو كنت أنت وبس فترة.

جملة الختام

خد خطوة لورا وارجع لنفسك، واسألها: “أنا مستريح؟”

لو لأ… يبقى مفيش أغلى من قرار الاستغناء.

اختار نفسك من غير تجريح، ومن غير ضوضاء. لأنك لما تختار سلامك، كل حاجة بعد كده بتختارلك السلام.

مقالات ذات صلة