بقلم د/ محمد بركات
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فبعض الناس قد تقبل منهم الطرفة ، ومنهم من يقبل وجوده وتردده علي بعض المجالس بما يمتلك من حسن الطلعة وخفة الروح وريحه الطيب ومنهم غير ذلك.
فمثلاً: يُقال أن جحا لم يجد حذاءه عندما خرج من المسجد؟
فصرخ في الناس مهدداً ومتوعداً:
(أقسم بالله إن لم تحضروا لي حذائي، لأفعل كما فعل أبي).
فاندهش مَنْ حوله، وسألوه:
وماذا فعل أبوك؟!
، فتجاهلهم جحا، وعاد إلى التهديد والوعيد مجدداً: (أحضروا لي حذائي، وإلا سأفعل كما فعل أبي).
فخاف الناس وأحضروا له (حذاءً جديداً) ثم سألوه بشغف:
هاه، قل لنا يا جحا ماذا فعل أبوك؟!.
فقال جحا وهو يرتدي النّعل الجديد:
(عاد إلى بيته حافياً)!.
فمثل هذه الدعابة تقبل عن البعض ولا تحط من شأن من يسمعها أو يقولها.
كَانَ الْمَنْصُور وَهُوَ بالبصرة قد أمر المسوِّدة أن يجلس فِي حلقة فِيهَا أزهر السمّان، فَلَمَّا أفضت إِلَيْهِ الخلافة وَفَدَ إِلَيْهِ أزهر فَقَالَ لَهُ:
مَا جاء بك يَا أزهر؟
قال: يا أمِير المؤمنيِن داري مستهدمة وعليّ دين مبلغهُ أربعة آلاف درهمٍ، وأريد أَن أزوج ابني محمدًا.