والدموع تنهمر على خديها من مآقيها منحدرة لا تزيدها إلا جمالا على جمالها يجعلها أكثر فتنة فتلهث العيون تكشر عن أنيابها طمعا في جسد بض يفوق الوجه روعة وبهاء وبصوت متهدج تجيب :
– أنتظر ابني الصغير
يصفعها صوت فظ :
– ممنوع الانتظار هنا . بره من فضلك .
الوقت مازال مبكرا والجو بارد . تخلو الطرقات من مظاهر الحياة . تجرها الطريق المبللة بماء المطر لتمشي وحيدة فيها بين الزراعات المترامية مما يزيد من قسوة الطريق وقلة الحيلة فإذا بالطريق تنشق عن فقير عقل دميم لسان يسمعها أقذع الكلمات بلا حياء . متطفلا يسألها :
– ما جاء بك هنا ؟
بأهداب بللتها الدموع :
– كنت أسكن هنا والآن أسكن في أقصى غرب المدينة وأنتظر ابني .
يرتدي الذئب فروة الخروف :
– ولماذا تسكنين بعيدا ؟
شعرت لوهلة بالاطمئنان للحديث معه فضلا لحاجتها لقتل الوقت الرهيب فأجابته :
– بعد طلاقي اضطررت للسكن في أقصى غرب المدينة فحالتي المادية لا تسمح بأكثر من ذلك
يسيل لعابه يعد شباكه ليلقيها على الفريسة المنهكة
– محتاجة فلوس؟
– أشكرك . معي ما يسمح بعودتي مع ابني
– مازال الوقت مبكرا والجو بارد تعالي معي لترتاحي عندي تلك الساعات في دكاني القريب من هنا.
– وماذا تبيع ؟
بابتسامة ماكرة يجيب :
– لانچيري
وأمام الدكان :
– وهل لديك بضاعة جيدة ؟
– اتفضلي بضاعتي مفتحة من كل حتة
وفي الداخل يفصح عن نواياه فتجاريه وتطلب منه أن يخلع سرواله وما تحته على أن تنال مائتي جنيه أولا وفي لمح البصر خلع الذئب فروة الخروف لا يستره شيء . تتظاهر بأنها ستخلع ملابسها فتخطف ملابسه وتندفع للخارج تاركة إياه عاريا لا يملك شيئا يستر به نفسه سوى الجورب والبضاعة المفتحة من كل حتة .