لا ينحصر النقد في دائرة الصواب والخطأ فالعلوم الإنسانية تختلف عن العلوم التجريبية ونستطيع أن نقول أن محلول كذا إذا وضع على محلول آخر تكون النتيجة لا يختلف فيها عالم عن آخر فالنقد علم من العلوم الإنسانية تتعدد فيه الآراء فلكل ناقد وجهة نظر ورؤيا ونظرة إلى النص نظرة تختلف عن الآخر لذا تتعدد الآراء تجاه النص وللنقد صور شتى ونظريات متعددة فالخلاف بين النظريات لا يغض من شأن النقد بل ينير جوانب الموضوع ويوسع آفاق الباحثين ويهدي الأدب والأدباء إلى أداء رسالتهم الإنسانية وليس شرطا أن يكون الناقد قد وفق في نقده أو أخفق فيه يقول الدكتور غنيم هلال في كتاب النقد الأدبي الحديث ” قد يخطئ الناقد في الحكم ولكنه ينجح في ذكر مبررات وتعليلات تضفي على نقده قيمة فيسمى ناقدا بل قد يكون من أكبر النقاد كما حدث للناقد العالمي سانت بيف ويصور الدكتور غنيم هلال من يصدر الحكم على العمل الأدبي دون ذكر مبررات بالساعة الخربة تكون أضبط الساعات في وقت من الأوقات لكن سرعان ما يكتشف زيفها . وهناك إشكالية يقع فيها النقاد وهى النقد الناجم عن العلاقات السيئة مع المبدع وانعكاسها على ذات الناقد مما يؤدي إلى الأثر السيئ على العمل الأدبي وفي هذا الصدد يقول الأستاذ فخري أبو السعود في مقالة بعنوان” النقد في الأدبين العربي والإنجليزي ” إن الأحقاد الشخصية سريعة إلى نفوس الأدباء والنقاد والأهواء السلبية والمذهبية كثيرة الوغول على الأدب والنقد ومن أمثلة ذلك حملة الصاحب على المتنبي ” مجلة الرسالة صـ1949 . وبالمقابل هناك إشكالية أخرى وهى نقد المجاملات وما أكثر نقد المجاملات من قبل نقادنا يجب على النقد أن يبتعد عن المجاملات والعبارات المزخرفة الخاوية التي تصور وتزخرف عملا خاويا ويجب أن يكون الناقد أكثر موضوعية ويضع العمل الأدبي فوق التعصبات والعداء لصاحب العمل أو محاولة التقارب مع صاحب العمل بأن يكون شخصية مرموقة . وتبقى إشكالية ثالثة وهى ذاتية الناقد إذا كانت ذاتية الناقد مطلقة وقع الناقد في شرك الأهواء وأصبح نقده لا قيمة له