عبر تقاطعات طرق الحياة يمر ” رضا ” ما بين اللونين الأبيض والأسود لا يحمل سوى اسمه يسير بهدوء وروية دون صخب ، يعتمر القناعة على الدوام ، يأتيه أوردر جديد ، ينظر من النافذة يغمض عينيه يرى صورته واسمه على كل أفيش يقضي ليلته غارق في حلمه ، وقبل الموعد بكثير يتواجد في اللوكيشن مرتديا أفخر ما لديه من ثياب يقف منتظرا الأوامر ، يزعن لصراخهم يلتزم الصمت
وبين أروقة الصفحات الخالية من أي حوار تعصف بأحلامه نوة بحر ثائر فلا ينسى أنه مجرد كومبارس بين المجاميع ، تكفي إشارة أصبع صغير منهم أن تناديه ، وفوق علامة طبشور خطوها له في جمود يقف لا يتقدم ولا يتأخر، يظهر في خلفية المشهد تلون وجهه المساحيق ، يؤدي دوره بكل تفان ، بابتسامة باهتة يتمنى أن تصالح الكاميرا وجهه ليتحقق حلم كم بات الليالي يسبح فيه ، حلمه كبير لكن تعجز بصماته أن تلون صفحات حياته ، ينهي دوره الفارغ من الحوار بكل إتقان ، ينتهي تصوير المشهد ؛ يرد إليهم ملابس الدور ، ويمسح من على وجهه المساحيق ، وقبل موعد العرض أمام باب السينما يقف مرتديا أفخم ما لديه من ثياب ، يتنقل بين رواد السينما يلقي بوجهه في عيونهم ربما انتبهوا لوجوده ، يرفع عينيه ينظر إلى الأفيش يبحث عن صورته أو اسمه ..
كالعادة غير موجود .
مبتسما ينطلق صوب البحر لا تكاد قدماه تلامس الأرض تحلق روحه تعانق قوس قزح ، وبخفة عصفور يرقص فوق الغيمات .