69

بقلم : محمد فتحي شعبان

القارئ الجيد لأحوال الناس ، الناظر في تاريخ نشوء الأمم والجماعات يري جيدا أن ما من أمة أو جماعة تقوم إلا و يجمعهم رابط من عرق أو دم أو مفاهيم أو دين سواء كان دين سماوي أو دين وضعي ، فيكون ذلك مرجعهم والجامع بينهم ، أو بتعبير آخر لا بد من وجود عقيدة تكون هي البذرة لنشوء الجماعة الأولي وهي حجر الأساس لبناء أمة ،

وللناس عقائد مختلفة ومفاهيم مختلفة لذا اختلفت الأمم عن بعضها البعض و تعادوا و تباغضوا .

أمثلة علي ذلك

قيام الدولة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، كان العرب متفرقين متناحرين ، جماعات متفرقة قائمة علي العصبية للقبيلة فلما جاء النبي صلوات الله عليه وسلامه بالإسلام وجمعهم عليه وغرس في نفوسهم عقيدة الإيمان ،صاروا أمة واحدة يجمعهم دين واحد ، إذ أعاد تربية نفوسهم و تهذيبها فصار الجامع لهم هو الدين.

أيضا دولتي المرابطين و الموحدين في الشمال الإفريقي فقد قامتا علي اساس عقائدي ، أبو بكر اللمتوني والشيخ عبد الله بن ياسين الذي قام بإعادة بث العقيدة في نفوس القبائل البربرية فأعاد جمعهم علي عقيدة واحدة وأقام دولة المرابطين ، أيضا محمد بن تومرت أقام دولة الموحدين علي أساس عقدي .

الدولة الإيرانية دولة دينية قائمة علي أساس عقدي واخيرا الدولة الإسرائيلية فهي قائمة علي العقيدة اليهودية الصهيونية وما أنشأت إلا لإظهار عقيدتهم .

إلي غير ذلك من الأمثلة من جماعات ودول فما جماعة الإخوان ولا جماعة التكفير والهجرة أو غيرهم من جماعات بشرية إلا مثالا لذلك .

لذا كان ومازال عامل الدين والعقيدة بالمفهوم الواسع واعني ذلك ( فهناك من دينه المال وهناك من دينه العلم وهناك من دينه غير ذلك ) هو أساس نشوء الأمم والجماعات ، فمن أراد أن يصنع أمة عليه أن يبني عقيدة اولا .

قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏شخص واحد‏