أخبارالسياسة والمقالات
لسان التمساح الثأر المصري
كتب-ياسرصحصاح
نجوم هوليوود لا تستطيع اداء ماحدث بكامل التفاصيل التي نسجتها فرق وقوات الجيش المصري ، فالجندي المصري مابين ١٩٦٧/١٩٧٣ قام بأدوار استنزافية استعدادا لحرب التحرير ، حيث صدرت الأوامر الرئاسية من الزعيم جمال عبد الناصر بألا تمر ليلة هانئة ينعم فيها العدو الصهيوني بنومة واحدة .
في ليلة ٨مارس ١٩٦٩ قامت المدفعية المصرية بتكبيد العدو خسائر فادحة على خط القتال بينهما ، الأمر الذي جعل الفريق عبد المنعم رياض يذهب الى هناك ليتفقد الخسائر عن كثب ، كما أن الجيش كان محبا بشدة للفريق ، وحينما وصل اليهم سارع الضباط والجنود بالالتفاف حوله لتحيته والترحيب به ، ومن ثم رصدهم العدو الصهيوني وتم تصويب قذائفه إلى الملتفين فاسقطت عددا منهم شهداء ومنهم الفريق عبد المنعم رياض ، الذي أصاب خبر استشهاده الكثير من العسكريين بالحزن الشديد ، فعزموا جميعا على الثأر ، وعلى الفور جاءت الأوامر من القيادة بالثار فورا من خلال عملية قوية ومؤثرة لتعيد الروح المعنوية للجيش سريعا وتضمد جراح آلامهم من استشهاد الفريق ، فكانت عملية الثأر بقيادة العميد ابراهيم الرفاعي قائد المجموعة٣٩ قتال، أو مجموعة الأشباح كما كانت تسمى ، وحدد نقطة إطلاق القذائف على الفريق ومن استشهد معه أنها نقطة لسان التمساح بجوار المعدية رقم ٦، حيث أنها من أكبر نقاط إسرائيل الحصينة ، إلا أنه قرر أن يدمر هذه النقطة ثارا للفريق عبد المنعم رياض ومن معه من الشهداء ، وقد حدد الرفاعي من خلال فرق الاستطلاع أن النقطة عبارة عن أربع دشم حصينة ضد القنابل والصواريخ ، وقرر تشكيل مجموعة من خمسة وستين مقاتلا ، فأقام نقطة حصينة بدهشور مماثلة لنقطة لسان التمساح تماما وتم التدريب عليها مرارا وتكرارا الى ان تم تحديد موعد العملية في الأربعين من استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض والشهداء معه ، حيث تحركت المجموعة من الإسماعيلية ليلا من خلال أربع مجموعات في ستة قوارب بحرية ، حيث بدأت المدفعية المصرية ترشقهم بالقذائف مما جعلهم يختفون داخل دشمهم للتمويه حتى يتم عبور القناة من الفرق الاخرى بالقوارب الستة ، وبالفعل وصلت الفرق الأربعة إلى جنوب نقطة لسان التمساح دون أن يرصدهم أحد ، إلا أحد الجنود الإسرائيليين من خلال أحد ابراج المراقبة فبدأ المصريون بالقاء القنابل على الدشم لإجبار العدو على الخروج ، كما صوب أحد المقاتلين المصريين بندقيته العادية نحو جندي المراقبة الإسرائيلي فقتله ، وعند ذلك وجد الصهاينة أمام المصريين وجها لوجه لأول مرة في التاريخ ( رغم أنهم خاضوا ثلاثة حروب من قبل ) ، فكان شعارهم قول الحق تعالى (.. وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى …) ، حيث أصبحت المواجهة من المسافة صفر ، حتى أن الابطال المصريين شاهدوا ملابس العدو مبتلة من شدة الخوف .
قضى المصريون على نقطة لسان التمساح التي كان عدد الصهاينة فيها ٤٤ من الجنود الإسرائيليين ، لم يتركوا منهم جنديا واحدا حتى أنهم كانوا يقتلونهم بالخناجر وليس بطلقات الرصاص ، ولم يصب مقاتل مصري واحد لخسائر المصريين صفر ، في مقابل خسائر الأعداء الصهاينة ١٠٠٪ ، ثار المصريون لقائدهم وزملائهم الابطال الشهداء ، استمرت المعركة لمدة ساعتين ، من الثانية صباحا حتى الرابعة فجرا، ورفع المصريون العلم المصري فوق النقطة لأول مرة في سيناء ، فعاد المقاتلون سالمين بحمد الله إلى زملائهم بعد أن ثاروا لزملائهم وهم يتساءلون عن قوات الدعم الإسرائيلي الذي لم يستطع الوصول من سرعة وشدة المعركة ومدى الخداع فيها ، حتى ان الإسرائيليين قد سمعوا صريحا لزملائهم غير طبيعي لدرجة أنهم توقعوا هجوم عفاريت الجن أو كائنات فضائية على الدشم الإسرائيلية في نقطة لسان التمساح من شدة هول الصرخات الإسرائيلية، حتى أن قوات الدعم خافت ورفضت التحرك لعدم معرفتهم مايحدث ومن شدة صريخهم أمام المقاتل المصري الذي واجهه لاول مرة.
وبعد ثلاثة أشهر يعيد الإسرائيليون نقطة لسان التمساح بشكل اقوي مما كانت ، فاصابت تسعة من المصريين في قذفها لهم ، واستشهد المصريون التسعة ، فقرر العميد الرفاعي أخذ بالثار ثانية ، إلا أنه طالب قيادته أن تمده بدبابات برمائية لمواجهة التحصينات الحديثة للاسرائيليين، فرفضت القيادة المصرية هذا الطلب خوفا من فشل العملية واستغلال إسرائيل لها إعلاميا ، فقرر البطل الرفاعي خوض العملية كما خاضها سابقا ، إلا أن الخائن الجاسوس الضابط فاروق الفقي( تم إعدامه بعد ذلك ) قد سرب خطة العملية إلى الجانب الإسرائيلي ، فاستعد لهم الصهاينة وارشقوهم بالنيران والقنابل الفسفورية ، حتى أصدر الرفاعي أمره بالانسحاب والعودة إلى الشاطئ الآخر للقناة ، وبعد وصولهم اكتشف غياب سبعة مقاتلين من مجموعته ، عندئذ يقرر البطل الرفاعي العودة للبحث عن السبعة، فلا عودة بدونهم شهداء ام احياء ، وترك الأمر اختياري لباقي المجموعة أما اللحاق به أو العودة سالمين ، إلا أن المجموعة تقرر بلا تفكير البحث عن زملائهم مع القائد البطل، فعادوا إلى النقطة مرة ثانية وكان الصهاينة يحتفلون فرحين بما حدث إلا أنهم فوجئوا بهجوم المقاتلين المصريين عليهم ثانية ، فاستطاع الأبطال المصريون القضاء على جميع الصهاينة بنقطة لسان التمساح مرة ثانية ولم يسلم جندي إسرائيلي واحد منهم ، وفوجئ المصريون بأن زملائهم السبعة كانوا نالوا شرف الشهادة ، فحملوا جثثهم وهم يسبحون بالقناة حتى رجع المقاتلون المصريون الابطال ، وقد تحققت فيهم أنهم ( ..خير اجناد الأرض ..).
+2