أدب وثقافه

لست أنا من فقد عقله

بقلم سلمى وديع اسمندر

كان يمشي مهزوز الرّوح رافع الرأس، يداه تترنّحان كرقّاص الساعة، ينظر إلى وجوه العابرين والدهشة تملأ وجهه، أحدهم يمشي ضاحكاً والدموع تتحارب مع خدّيه معلنةً نزولها،

أحدهم يكلم نفسه ونبرة العتاب على شفتيه تسيطر على مسامعه، أحقا هنالك من يعاتب نفسه !

“كيف يقولون عنّي أنني قد فقدت عقلي، ألا يرون البلاهة في وجوههم، والغرابة في تصرفاتهم. “

لم يكمل حديثه مع نفسه حتى رأى أطفالاً تسرق من بائع الحلوى، وهو يسترق الأنظار إلى امرأةٍ فاتنة تنحت أقدامها ذكرى مرورها على الطرّيق الترّابي.

“لربما أكون قد فقدت عقلي.. لكن ليس لدي أطفالٌ يسرقون، وإن رأيت امرأة جميلة سأخبرها بذلك.. لن أنظر لها ببلاهةٍ تامّة ،

يا لغرابة هذا الكوكب! “

أكمل طريقه .. والأطفال السّارقون يضحكون قائلين ها قد جاء المجنون! ها هو!

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏شعر طويل‏‏

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى