المقالات والسياسه والادب

لماذا يصمت بعض الكُتّاب عن العدو الحقيقي



بقلم: أحمد الشبيتي

في ظل ما يشهده العالم من أحداث متسارعة، وخصوصًا العدوان الهمجي المتواصل على غزة، يلفت الانتباه هذا الصمت الغريب والمريب من بعض الكُتّاب والمثقفين الذين لطالما امتلأت صفحاتهم بالحديث عن “العدو الداخلي” أو نقد أبناء الوطن، بينما لم نرَ منهم موقفًا صريحًا ضد العدو الصهيوني أو القوى الغربية المتواطئة معه.

إنّ المعيار الأخلاقي والوطني لأي كاتب أو مفكر يجب أن يكون منسجمًا مع مبادئه. فحين يُجَنّد القلم فقط للهجوم على من يختلف معه في الرأي أو التوجه داخل بلده، بينما يصمت صمت القبور عن من يرتكب المجازر ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، فإننا أمام حالة من الانفصام الأخلاقي والسياسي.

بل الأدهى أن بعض هؤلاء لم يكتفوا بالصمت، بل سارعوا إلى تبني روايات الغرب، وكأن غزة لا تعنيهم، وكأن دماء أطفالها لا تستحق حتى دعاء في منشور أو تضامن في سطر!

يحق لنا أن نتساءل: لماذا يتجنب البعض ذكر الصهيونية صراحة؟ ولماذا لا يُخصَّص جزء من المقالات والاهتمام للتضامن مع أهلنا في غزة، وهم يواجهون واحدة من أبشع حملات الإبادة في العصر الحديث؟!

إنَّ السكوت عن المجرم الأكبر، والادعاء بأن الخطر يكمن فقط في “ابن البلد” أو “الشقيق المختلف”، لا يخدم إلا أجندات خبيثة تُزيّف الوعي وتُبعد البوصلة عن وجهتها الحقيقية.

وإذ نكتب اليوم، لا نطلب من أحد أن يكون سياسيًا أو مقاومًا، بل فقط أن يكون إنسانًا، وأن يدرك أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الموقف الصادق لا يُشترى ولا يُباع.

غزة لا تطلب إلا وقفة حق. والعدو الحقيقي لا يُجمَّل ولا يُسوَّق، بل يُسمّى باسمه: العدو الصهيوني. 

مقالات ذات صلة