أخبارالسياسة والمقالات

لم يخب ظني حول سد النهضة

بقلم الإعلامي/ يوحنا عزمي

فالمؤكد أنه لا سد سيعمل هذا العام ولا تخزين للمياه ولا حتى توليد للكهرباء من التوربينات الثلاثة المنخفضة التي تم تركيبها كما ذكر الخبراء الليله ..
السبب أنه لا يوجد تجهيزات لنقل الكهرباء من محطات استقبال أو خطوط إمداد مطلوب منها أن توصل الكهرباء إلى أقرب مدينة من السد تبعد عنه 1200 كم ، سقوط الأمطار بدأ بالفعل ولم يسعفهم الوقت ، المهم أنها لم تكن خدعة إثيوبية كما توقع البعض لأن كل شيء مرصود على الرادار المصري بدقة متناهية.
لسنا خبراء في القانون الدولي ، ولا دراية لنا بالعمل العسكري ولا نعرف شيئا عن فنون التفاوض ، لكننا متأكدون بنسبة 100 % أننا نملك خبرة طويلة عريضة في انتمائنا وعشقنا لهذا البلد ، نحن لا نثق كثيرا في عدالة النظام الدولي لا القديم ولا الحديث ، لكن لدينا ثقة لا نهائية في رئيسنا وقيادتنا وجيشنا ، صدقناه عندما قال : لن أضيعكم ، والآن نقول له : سر على بركة الله وستجد في ظهرك 100 مليون محب وعاشق لتراب مصر.
أيضا لدينا يقين راسخ أن هذا البلد خلقه الله ليعيش إلى أن يرث الأرض وما عليها ، كل الكتب المنزلة تقول هذا الكلام والتاريخ أيضا ، لهذا مؤكد أن تغيير التركيبة السكانية والجغرافيا جائز في أي مكان على وجه الأرض إلا هذه الأرض تحديدا ، رأيي أن لها دورا تاريخيا مهما يدخره الله لها لم يحن وقته بعد ..
تقديري أن من يدير ملف السياسية الإثيوبية مجموعة من الأطفال وليسوا بساسة أبدا ، هؤلاء لا يفهمون أن من يلعب بالنار قد تحرقه في لحظة ولن يفيدهم العالم في شيء ..
التاريخ علمنا أن السحر دائما ما ينقلب على الساحر .. فسياسة فرض الأمر الواقع التي اتبعوها هي التي ستفرض عليهم بشكل مؤكد فيما لو تم تدمير السد وكان قاب قوسين أو أدنى أو لو استمروا في عنادهم ..
أما القدرة على تحريك الأحداث فأمر لا يفعله سوى القادة العظام القادرون على استشراف المستقبل برؤية ثاقبة وبصيرة نافذة ، من البدهيات بل ليس من الحكمة أبدا ، أن تنتظر حتى تأتيك المصيبة إلى باب بيتك ، مناورة ” حماة النيل ” الضخمة مع الجانب السوداني شكلت عامل ردع مخيف للإثيوبيين ..
التعريف القديم للسياسة على أنها فن الممكن أجده لا يصلح هذه الأيام ، بل هي فن الاستحواذ والقدرة على فرض منطقك ، مانراه من القوى العظمى “الحيتان” يؤكد هذا المعنى بجلاء واضح من شديد الأسف ، أو بتعبيرنا المصري الدارج : العفي ما حدش يقدر ياكل لقمته ..

صدقني كنت مطمئنا إلى أقصى حد ولم يكن لدي ذرة قلق واحدة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى