القسم الديني
لو عرفوه لأحبوه فخراً النبي الجزء الثاني
بقلم د/ محمد بركات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ومثله يحب، هو النبي ﷺ وكفي بنا فخراً أن نكون تبعا له.
يقول ابن كثير رحمه الله :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب وكان أكرم الناس وأكرم ما يكون في رمضان، وكان أعلم الخلق بالله، وأفصح الخلق نطقاً، وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس، وكان أشد الناس تواضعاً في وقار إلى يوم الدين. نتوقُ إليكَ حبيبنا وقد اشتقت إلينا، فكيف ننسى شوقكَ للقائِنا ومَنحنا شرفَ أُخوّتِك، “ودِدتُ أني لقيتُ إخواني” إحساسٌ يتولّدُ بعد قراءتِها يغمرنا بفيض حبِّك حين سألكَ أصحابُكَ: أوليس نحن أخوانك؟
فيا من تهتزُّ له القلوب شوقاً وتخفق بذكره طرباً عن ماذا أتحدث بل عن ماذا أُسطّر وما هي عدد كلماتي لهذا الحب وهذه المودة ؟
تصيبني كل الحيرة حين أكتب عنك ، بل إن أحرفي وحق لها أن تحتار، فكيف لأحرفٍ قاصرة من سوء تقصيرها خجلاً أن تبوح بما في القلبِ نحوك؟
وصدق شوقي أمير الشعراء رحمه الله حين وفق لهذه المعاني :
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَة
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّة
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشرَ اللَهُ السَماءَ فَزينَت
وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراء
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ
حَقٌّ وَغُرتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواء.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وكن بنا وبالمؤمنين رؤوفا رحيما.