كتبت :نهال علي مهران أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (المتوفي بعد سنة 400 هـ/1013 م) المعروف في العالم الغربي باسم Abulcasis، هو طبيب عربي مسلم عاش في الأندلس. يعد أعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، ووصفه الكثيرون بأبي الجراحة الحديثة.[4] أعظم مساهماته في الطب هو كتاب «التصريف لمن عجز عن التأليف»، الذي يعد موسوعة طبية من ثلاثين مجلدًا كان لمساهماته الطبية سواء في التقنيات الطبية المستخدمة أو الأجهزة التي صنعها تأثيرها الكبير في الشرق والغرب، حتى أن بعض اختراعاته لا تزال مستخدمة إلى اليوم. ويعد الزهراوي أول طبيب يصف الحمل المنتبذ، كما أنه أول من اكتشف الطبيعة الوراثية لمرض الناعور (الهيموفيليا). ولد الزهراوى بمدينة الزهراء ومن هنا استمد لقبه، حيث قام بإسهامات عظيمة في الجراحة يعد أبرزها( أداة الكي والتي تقضي على الأنسجة التالفة، وساهم في ابتكار عملية القسطرة، واخترع آلة تعالج انسداد فتحة البول لدى الأطفال حديثي الولادة) ووضع الزهراوي العديد من الأسس الجراحية التي ظلت مرجعاً لأطباء أوروبا لعقود. استعمل الزهراوي في علاجه آلات جراحية مبتكرة مثل العقافة والمبرد والكلاليب ومنها ما تدل ملامح بعضها على أنها أسلاف بدائية للأدوات الحديثة المستخدمة الآن منها؛ مشرط بتر، مقص لا يصدأ للخيوط الجراحية، مشرط مفصل الركبة، مشرطان مطليان بالنيكل، مشرط ضيق صغير لشق الجروح، كلاب - ماسك - شرياني، مبعدة ذاتية - لإبقاء جانبي الجرح مفتوحين أثناء العملية الجراحية. ونلقي نظرة فاحصة في إسهامات الزهراوي تُثبت استحقاقه لقب «أبو الجراحة»، وتُبين دوره في تمهيد الطريق أمام الأطباء من بعده، فكان أوَّل من شرح عملية سلِّ العروق لعلاج دوالي الساق، وعملية القسطرة التي ابتكر أدواتها، وأجرى عمليات صعبة أحجم عن إجرائها الأطباء قبله، منها شق القصبة الهوائية، ومعالجة انسداد فتحة البول عند الأطفال حديثي الولادة، ومعالجة التهاب المفاصل، وإزالة الدم من تجويف الصدر، واستخراج جذور الأضراس، وعلاج كسور الفكَّين، وتقويم الأسنان، إضافة إلى عملية الولادة الحوضية التي سبق بها الدكتور فالشر بنحو تسعمئة سنة، كما عرف الأورام السرطانية وكتب عنها حقائق علمية مهمة، ومارس الملاحظة السريرية، متفقداً مرضاه بانتظام مع دراسة مراحل تطور المرض.