محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق وذكري وفاتة 10مارس

كتب وجدي نعمان
زي النهاردة رحيل الدكتورمحمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الأسبق،وتمتع بمكانة علمية رفيعة بين أوساط المسلمين رغم مواقفه المثيرة للجدل فتعالو نتعرف علية:-
وفى ذكرى رحيله تقدم “الكنانة نيوز” 10 معلومات عن الشيخ محمد سيد طنطاوى فى ذكرى رحيله كما يلى:
1- ولد الشيخ محمد سيد طنطاوى فى 28 أكتوبر عام 1928 بقرية سليم الشرقية التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج.
2- حفظ محمد طنطاوى القرآن الكريم فى سن صغيرة.
3- خطب طنطاوى أول خطبة جمعة وهو فى الصف الأول الثانوى، حينما توفى إمام وخطيب مسجد المنطقة التى كان يسكن بها بعدما انتقل إلى الإسكندرية.
4- تخرج طنطاوى فى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، وعمل بعدها إماما وخطيبا فى وزارة الأوقاف عام 1960.
5- بعد حصوله على الدكتوراه عام 1966 عُين مُدرسا فى كلية أصول الدين عام 1968، ثم تدرج فى عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين فى أسيوط حتى انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات.
6- فى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسا لقسم التفسير فى كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.
7- فى أكتوبر عام 1986 عين محمد سيد طنطاوى مفتيًا للديار المصرية، واعتبره البعض أنقذ منصب المفتى من الإلغاء، حيث كانت العادة جرت على أن يكون المفتى من خريجى كلية الشريعة، وطلب الشيخ جاد الحق، من طنطاوى أن يتولى منصب المفتى بعد اعتذار خريجى كلية الشريعة واحتمالية إلغاء هذه الوظيفة.
8- فى 27 مارس عام 1996، تم تعيينه شيخًا للأزهر الشريف، خلفا للشيخ جاد الحق على جاد الحق ليصبح الشيخ رقم 49 للأزهر.
9- فى 12 نوفمبر 2008 تعرض طنطاوى لنقد شديد بعد مصافحته للرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز فى مؤتمر حوار الأديان الذى نظمته الأمم المتحدة والسعودية بنيويورك.
10- توفى الشيخ محمد سيد طنطاوى، فى مثل هذا اليوم 10 مارس عام 2010 عمر يناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها أثناء حضوره إحدى الفعاليات الدينية فى السعودية، وقد صلى عليه صلاة العشاء فى المسجد النبوى الشريف فى المدينة المنورة وورى الثرى فى مقبرة البقيع.
محمد سيد طنطاوى ( قرية سليم، محافظة سوهاج ، 28 اكتوبر 1928 – الرياض ، 10 مارس 2010 ) شيخ الجامع الازهر من سنة 1996 لغاية وفاته فى 10 مارس 2010. لقب بـ ” الإمام الاكبر شيخ الجامع الازهر “. نال تعليمه الدينى و هو صغير فى الاسكندرية. يعتبر من شيوخ الازهر المستنيرين و من احسن المتخصصين فى علوم التفسير.
و ولد الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، قبل أن يتلقي تعليمه وحفظ القرآن بمحافظة الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، عمل بعدها إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف عام 1960، وقد كان الشيخ أكبر أخوته وشاءت الأقدار أن تموت أمه بعد ولادته بعدة أشهر؛ لتعتني به زوجة أبيه فأثرت في نفسه تأثيرًا عميقًا من حسن معاملتها له.
وهبه أبوه لـ طلب العلم؛ فعمل على تحفيظه القرآن الكريم وتعليمه العلوم الأساسية بقريته، ليلتحق بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري فاجتاز منه الثانوية الأزهرية بتفوق، وقد كانت درجاته تسمح له الالتحاق بكلية اللغة العربية التي كانت لا تقبل في ذلك الوقت إلا أعلى الدرجات باعتبارها من كليات القمة، إلا أنه فضل الالتحاق بكلية أصول الدين، فتخرج فيها عام 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز سنة 1966م، وكان موضوعها: «بنو إسرائيل في القرآن والسنة».
وعقب حصوله على درجة الدكتوراة فى الحديث والتفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسا فى كلية أصول الدين عام 1968، ثم تدرج فى عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين فى أسيوط حتى انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسا لقسم التفسير فى كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، إلى جانب العمل الأكاديمى تولى الكثير من المناصب القيادية فى المؤسسة السنية الأولى فى العالم، كما عُين مفتيًا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986 حتى تم تعيينه فى 27 مارس 1996 شيخًا للأزهر حتي رحيله في عام مارس من عام 2010 عن عمر ناهز 82 عاماً.
يقول الإمام الأكبر:”والدتي توفيت بعد ولادتي بأشهر قليلة، لم أرها، وتزوج والدي بسيدة فاضلة أنجبت ستة ذكور سواي، وهذه السيدة الفاضلة التي تزوج بها والدي رحمه الله بعد وفاة والدتي كانت رحمها الله تعاملني كما تعامل أبناءها تماماً هذه المعاملة الكريمة من جانب تلك السيدة أثرت في نفسي تأثيراً عميقاً”.
سنة أولى خطابة
يروي الشيخ الراحل اللحظات الأولي من صعود المنبر قائلاً: “أذكر بأنى نظراً لأن المرحلة الابتدائية والثانوية وهي 9 سنين قضيتهم في معهد الإسكندرية، وكنت أسكن في حي يسمى بحي الحضرة، وتصادف بأن إمام وخطيب المسجد الذي كنت أصلي به – وهو مسجد صغير– توفي، كنت في أول المرحلة الثانوية – أذكر بأني كنت في أولى ثانوي – فأهل المنطقة كلفوني بأن أتولى خطبة الجمعة، وأتولى – أيضاً- إمامة الناس في الصلوات، ووفيت بوعدي معهم، وكنت حريصاً على أن أؤدي صلاة الجماعة، وكنت حريصاً – أيضاً- على أن أؤدي صلاة الجمعة معهم”.
كما كشف الإمام الأكبر رحلته في الصعود إلي قمة دار الإفتاء فى 28 أكتوبر 1986، قائلاً فوجئت باتصال من الشيخ جاد الحق – رحمه الله- يطلب حضوري، فلما حضرت أخبرني بخلو وظيفة وكيل الأزهر وأنه يريد ترشيحه لها، فاستبشرت وشكرته على ذلك، وبينما انتظر ما ستؤل إليه الأمور وبعد مرور أسبوع من الاتصال الأول، كان الاتصال الثاني الذي تبعه مفاجأة ألا وهي منصب الإفتاء”، مضيفاً: “والله أنا لا أعرف أين دار الافتاء؟، فأنا خريج أصول دين وفي السلك الجامعي وجرت العادة أن المفتي الذي توفي من كلية الشريعة، والذى قبله من كلية الشريعة وهو من كلية الشريعة وكل المفتين منذ 70-80 سنة كلهم من كلية الشريعة ( تخصص )” وبعد مراجعة قال له الإمام إن الإفتاء “ليس تخصصي، أنا مدرس تفسير ولست مدرس فقه،والمفتي يكون من خريجي كلية الشريعة لأنه يجب أن يكون ملماً بالأحوال الفقهية وأنا لم آخذ الفقه إلا في المرحلة الإبتدائية والثانوية كلية أصول الدين تخصصها تفسير وحديث وفلسفة وعقيدة وتاريخ وهكذا “
وتابع: كل هذه التبريرات لم تغير شيئاً وانتهى الأمر إلى أنه الشيخ جاد الحق قال له: “سأعطيك 24 ساعة لتفكر”. فقال له “طنطاوي”: “يا مولانا بدل أن تعطيني 24 ساعة، اسمح لي من الآن. أنا أعتذر. لا أستطيع. أنا عميد لكلية ولا أشعر أنى كفؤ لهذه الوظيفة”، ومع كل ذلك طلب منه الحضور في الغد فذهب إليه فأطلعه على أنه عرض هذه الوظيفة على عدد من الأساتذة خريجي كلية الشريعة ولكنهم اعتذروا.
وأضاف: “إن الإفتاء أمانة في رقبة العلماء وإن لم تقبل ربما تُلغى هذه الوظيفة لإشكالات معينة” أطلعه على جانب منها فما كان من الإمام – رحمه الله- إلا أن قال له “يا أستاذنا مادام الأمر كذلك وما دامت المسألة لخدمة الدين، أنا أستعين بالله وأقبل”.
وأعادت جامعة سوهاج، في عام 2019 جائزة “التسامح والحوار الديني”، باسم شيخ الأزهر السابق بعد انقطاع دام 6 سنوات، لتؤكد الجامعة من خلال رئيسها الحالي الدكتور أحمد عزيز، بأنها أقل ما يمكن تقديمه لأحد أعلام الأزهر ومحافظة سوهاج علي وجه الخصوص.
يعد كتابه “الفقه الميسر” واحداً من أعلام المؤلفات التي تركها الإمام الأكبر في المؤسسة الأزهرية حتي عام 2010، والذي صنف العديد من المؤلفات المشهود لها بالوسطية ونبذ التطرف والتشدد.
آخر أيام الشيخ طنطاوي
شهد اليوم العاشر من مارس الجاري لعام 2010، رحيل الإمام الأكبر أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، ليدفن على أرضها من خلال مقابر البقيع، وذلك بعد أربع سنوات قضاها على رأس المؤسسة السنية الأعلى في العالمين العربي والإسلامي.
قال المستشار عمرو طنطاوي نجل شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي: إن والده كان يرفض منصب الإفتاء وقال «مالى أنا ومال الإفتاء دى مسألة صعبة» موضحا أن هذا كان كلامه لفضيلة الامام جاد الحق شيخ الأزهر عندما رشحه لتولى مسئولية دار الإفتاء، ليرضخ بعدها لهذه المسئولية بعد أن اخبره الإمام الأكبر بأن هناك نية لإلغاء هذا المنصب وبالفعل وافق وظل فى منصب الإفتاء ما يقرب من عشر سنوات.
وأوضح في تصريحات له أن والده كان يعانى من مرض القلب ولكنه كان بصحة جيدة قبل السفر للسعودية وحرص على أخذ حقيبة يده فقط وهناك وافته المنية بعد أداء صلاة فجر الأربعاء فى مارس إثر أزمة قلبية أصابته خلال صعوده الطائرة،التى ستقله من الرياض إلى القاهرة، بعد مشاركته فى حفل توزيع جوائز الملك فيصل ومؤتمر بعنوان “صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم” وعلى الفور وافق الملك عبدالله بنقل جثمانه إلى المدينة المنورة بعد أن علم بانه كان يتمنى الدفن بالبقيع وتمت صلاة الجنازة عليه بالمسجد النبوى بعد صلاة العشاء وقد حرص المشيعون على حمل جثمانه بدلا من وضعه على سيارة ليشارك عدد كبير من المواطنين.
وأضاف انه كان يتمنى ان يدفن فى البقيع وقد أخبرنا بها بعد الوفاة الشيخ على الهاشمى المستشار الدينى لرئيس الإمارات وأيضا أنس الكتبى الحسينى أحد أشراف المدينة وأكد أنه كان دائم التحدث عن أمنيته ودعائه بهذه الأمنيه خلال إعارته فى المدينة المنورة حيث كانت تدمع عيناه عندما يمر بالبقيع ويقول اللهم ارزقنا صحبة أصحاب رسول الله فى هذا المكان ليرد عليه الشيخ أنس: وهل نحن أهل لهذا يا دكتور سيد، ليجيبه إن الله عند حسن ظن عبده، ليتحقق له ما تمنى ومن المفارقات أيضا أن يلحق عمى بوالدى بعد أداء فريضة الحج التالية ليدفن هو أيضا بالبقيع.
وأشار إلى أن التفسير الوسيط للقرآن الكريم صدر فى خمسة عشر مجلدًا وأكثر من سبعة آلاف صفحة وقد طبع هذا التفسير عدة طبعات أولها عام 1972م،وقد بذل فيه أقصى جهده ليكون تفسيرًا محررًا من الأقوال الضعيفة والمعانى السقيمة والآراء التى لا سند لها وكان منهج فضيلته البدء فى شرح الألفاظ القرآنية ثم بيان سبب النزول ثم ذكر المعنى الإجمالى للآية ثم تفصيل ما اشتملت عليه الآية من أحكام شرعية وتوجيهات حكيمة.
وقد عين في 1996 شيخا للازهر بموجب مرسوم رئاسي بعدما كان مفتيا للجمهورية المصرية منذ 1986 .
ويضم الازهر، الذي يعود تاريخه الى اكثر من الف سنة، عددا كبيرا من الجامعات والمعاهد والمدارس التي تنتشر في انحاء مصر ويتلقى غالبية تمويله من الدولة.
ومن ابرز فتاوى طنطاوي، جواز التحاق الفتيات بالكليات العسكرية والجيش. كما رأى ان المرأة “تصلح ان تكون رئيسة للجمهورية وتتمتع بالولاية العامة التي تؤهلها لشغل المنصب”.
حظر ارتداء النقاب
وشهدت رئاسة طنطاوي لمؤسسة الازهر العريقة عددا من المواقف التي اثارت جدلا واسعا في اوساط الاعلام المصري، واثارت آراؤه المعتدلة حفيظة المتشددين، مثل قراره بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات الدراسة اواخر العام الماضي.
واعتبرت تلك الخطوة بمثابة فصل من فصول الصراع بين الاسلام المعتدل الذي تناصره الدولة المصرية وبين جماهير اصبحت تميل اكثر الى الرؤية المتشددة للاسلام.
وكانت القضية قد تفجرت عندما زار طنطاوي معهدا أزهريا للبنات في القاهرة وطلب من إحدى الطالبات تبلغ من العمر 13 عاما بأن تخلع نقابها.ونقلت وسائل الاعلام المصرية قوله عندها ان “النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الاسلامي من قريب او بعيد”.
وبرغم ارتداء غالبية المسلمات في مصر للحجاب، وهو غطاء الرأس الاسلامي، فان عددا متزايدا من النساء في مصر بدأن في ارتداء النقاب.
ومن بين فتاواه التي جرت عليه هجوم المتشددين تأييده لنقل الاعضاء البشرية واستنكاره لعادة ختان الاناث، وفتواه بتأييد فوائد البنوك التجارية، بخلاف راي العديد من العلماء الذين يحرمون تعاطي هذه الفوائد ويحرمونه دينيا.
وفي عام 2000، وفي خضم جدل عام بشأن تشريع يسهل على السيدات الحصول على الطلاق في مصر، افتى طنطاوي بانه لا يوجد في الشريعة الاسلامية ما يمنع المرأة من الحصول على الطلاق بسهولة وتم إثر ذلك إقرار القانون المعروف باسم”الخلع”.
ومن فتاواه التي أثارت جدلا أيضا خلال توليه منصب المفتي إقراره لفوائد البنوك.
ادانة العمليات الانتحارية
وفي عام 2003 قال طنطاوي ان من يقومون بالعمليات الانتحارية” اعداء الاسلام”، بينما افتى علماء بارزون آخرون مثل الشيخ يوسف القرضاوي بشرعية تلك العمليات خاصة ضد اسرائيل.
وفي اعقاب هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001 قال طنطاوي انه ” ليس من الشجاعة بأي شكل قتل شخص بريء، أو قتل آلاف الاشخاص من بينهم اطفال ونساء ورجال”.كما رفض ايضا دعوة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة للجهاد ضد الغرب.
الا انه وقبيل اسابيع من الغزو الامريكي للعراق عام 2003، اقر طنطاوي مثل هذه الهجمات ودعا المسلمين الى القتال ضد ” الغزاة”.
وخلال ندوة حول المسجد الأقصى شهدتها القاهرة عام 2001 دعا طنطاوي المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس باعتبار أن هذه الخطوة تدعم الفلسطينيين.
وتناقضت تلك الدعوة مع الموقف الذي تتبناه الجماعات المصرية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل.