مستشارك القانونى
مخاطر الإرث بين النزاعات العائلية والآثار القانونية بقلم أحمد الشبيتي

يُعد الإرث من أهم مسائل الأحوال الشخصية التي تتطلب دقة وحكمة في التعامل، حيث إنه لا يقتصر على توزيع الأموال فحسب، بل يمتد ليشمل الأبعاد الاجتماعية والعائلية والقانونية. وفي هذا المقال، نسلط الضوء على بعض المخاطر التي قد تنشأ عن توزيع التركة، وتأثيرها على العلاقات الأسرية والمجتمع.
1. النزاعات العائلية
من أبرز المخاطر التي ترافق قضايا الميراث هو نشوب الخلافات بين الورثة، حيث قد يشعر بعضهم بالظلم، خاصة في حال وجود تمييز غير عادل بين الذكور والإناث، أو استئثار أحد الورثة بجزء من التركة بغير حق. وقد تؤدي هذه النزاعات إلى انقطاع صلة الرحم، وتفاقم العداء بين أفراد الأسرة، مما يتسبب في انهيار العلاقات العائلية.
2. التلاعب في توزيع التركة
يلجأ بعض الأفراد إلى الالتفاف على أحكام الميراث الشرعي، إما عن طريق التزوير أو استغلال جهل بعض الورثة بحقوقهم، خاصة النساء. كما قد يتم استغلال ضعف بعض الورثة، كالقُصّر أو كبار السن، لتهميش حقوقهم أو الاستحواذ على حصصهم بوسائل غير قانونية.
3. المشكلات القانونية والإجرائية
تتسبب بعض الأخطاء في توزيع الميراث في مشكلات قانونية معقدة، خاصة إذا لم يتم توثيق التركة أو تحديد الورثة بدقة. ومن بين هذه المشكلات:
عدم استخراج إعلام الوراثة في الوقت المناسب.
الطعن في صحة الوصايا أو الهبات الصادرة قبل وفاة المورث.
صعوبة تقسيم التركة عند وجود عقارات غير قابلة للقسمة المادية، مما يؤدي إلى نزاعات قضائية طويلة الأمد.
4. التهرب من الحقوق المالية
في بعض الحالات، قد يحاول بعض الورثة التهرب من تسديد الديون المستحقة على التركة، سواء كانت ديونًا لصالح أفراد أو جهات رسمية، مما يترتب عليه مسؤولية قانونية على الورثة، خاصة إذا تم توزيع التركة قبل سداد الديون.
5. التأثير على استقرار المجتمع
عندما تنتشر الخلافات حول الإرث في المجتمع، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الاستقرار الاجتماعي، حيث تكثر الدعاوى القضائية وتزداد حالات العداء بين العائلات، ما يؤدي إلى تفكك المجتمع وضعف الروابط الأسرية، خاصة في البيئات الريفية حيث يعد الإرث أحد عوامل تحديد المكانة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد.
الحلول المقترحة
الوعي القانوني: يجب نشر الوعي بأحكام الميراث الشرعي والقانوني بين الأفراد، لضمان تحقيق العدالة وتجنب النزاعات.
التوثيق المبكر: من الضروري أن يحرص المورث على توثيق ممتلكاته بشكل قانوني واضح، بحيث يسهل توزيعها بعد وفاته دون خلافات.
الوساطة العائلية: في حال نشوب نزاعات حول الميراث، يفضل اللجوء إلى وساطة عائلية أو قانونية قبل اللجوء إلى المحاكم، للحفاظ على الروابط الأسرية.
الالتزام بالقانون: ينبغي احترام أحكام القانون والشرع في توزيع التركة، دون تحايل أو تلاعب يؤدي إلى ظلم أحد الأطراف.