مخاوف من اندلاع الحرب في لبنان..والانتظار يرهق المواطنين
مخاوف من اندلاع الحرب في لبنان..والانتظار يرهق المواطنين
عبده الشربيني حمام
حالة من القلق المتواصل يعيشها اللبنانيون في بيروت نتيجة حالة الترقب المستمرة على وقع مؤشرات اقتراب المواجهة بين حزب الله اللبناني واسرائيل بعد توعد الحزب بالرد على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.
وتسبّبت غارة إسرائيلية اخر الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية، في قتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر، الى جانب خمسة مدنيين بينهم طفلان.
ورغم التحركات الدولية والاقليمية على مدار الساعة لمنع سيناريوهات الحرب الشاملة لا تزال أبواق الحرب تسمع في شوارع بيروت حيث سجلت العديد من المحلات التجارية خسائر كبرى وتوقف تدفق السياح للبلاد بعد الغاء شركات الطيران رحلاتها للبنان.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الموازنة اللبنانية يخشى المواطنون من عدم توفر المتطلبات الأساسية للصمود في حال اندلاع الحرب بين الحزب واسرائيل.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد أكد أن «التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً «أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً».
ويخشى المستثمرون في القطاع السياسي من أن تؤدي موجة التصعيد المنتظرة في تدمير البنية التحتية للبنان وبالتالي ضرب قطاع السياحة في مقتل لسنوات في وقت تعيش فيه الدولة اللبنانية منذ أشهر شبح الإفلاس بسبب الانكماش الاقتصادي.
ويرى المحلل السياسي اللبناني أشرف عمورية أن امكانية التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة قد يجعل رد حزب الله محدودا ولا يؤدي إلى تفجر الوضع ما سيمنع لبنان من مواجهة تبعات أي تصعيد عسكري.
وبحسب عمورية فإن العديد من الأصوات داخل بيروت و خارجه لا تريد الحرب نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد ومصداق ذلك الحملات الإلكترونية على وسائل التواصل تحت شعار “حتى لا يتكرر الماضي لبنان لا يريد الحرب” و التي توسعت الى لافتات على الشوارع.
ويضيف عمورية أن الدعم الذي يحظى به حزب الله نتيجة التحالفات والتوازنات السياسية لا يعني وجود أصوات مناوئة لسياسات الحزب خاصة من المواطنين الذي تأزمت حياتهم بشكل كبير منذ اندلاع المواجهات مع اسرائيل.
وأسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل عن مقتل ما لا يقل عن 558 شخصا على الأقلّ داخل لبنان، بينهم 362 مقاتلا من الحزب و116 مدنيا ، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.