منوعات
” مداخل الشيطان “د. هانى محمود حسن
المقارنة الدائمة مع الآخرين تؤدي للشعور بنقص ما ليس لديك وعند الآخرين، بالرغم أنه ربما يكون لديك الكثير من المميزات ، فكل واحد
منا فترة عطاء وإنجاز وفترة ركود وفترة نشاط وصعود وأحياناً فترة كسل وهبوط.
وقد يكون صعودك هو لحظة هبوط الآخر ، وهبوطك لحظة صعوده ، وقد تلتقيان في المنتصف لوقت قصير، فقد يتخرج طالب من الكلية
بعمر 22 عام ولا يجد عملاً إلّا في عمر الـ30 وقد يتخرج الآخر في سن الـ30 عام ويجد عملاً في اليوم التالي، هل الأول أفضل من الثاني
لأنه تخرج قبله؟ أم الثاني أذكي من الأول لأنه وجد عملاً بسرعة؟
لا هذا ولا ذاك
وتكون دائماً المشكلة في المقارنة وليس هناك ما يسمي ب فاتك قطار النجاح أو الإنجاز أو الزواج أو غيرها من موروثاتنا المجتمعية البالية،
فليس هناك قطار إلاّ على شريط السكك الحديدية يقوم بدوره المعهود كوسيلة لنقل الركاب من محطة لأخرى، وتذكر دائماً أنك في رحلتك
وحدك، ما دمت سعيداً بها، وأجمل ما في رحلتنا الصحبة الصالحة كزوجة تصونك وصديق يصدقك وطريق يوصلك للهداية وحسن الظن
بالله.
لهذا ليس من المنطق أن نقارن أنفسنا بالآخرين، فلكل منّا إمكانياته وقدراته وظروفه وطموحاته، والحياة تتسع لنجاح الجميع، بالجهد
والمثابرة والتمسك بأخلاقنا،
ودائماً التوفيق من اللّه، ومؤشرات السعادة في الدنيا الهداية للطريق المستقيم والصحة النفسية والبدنية وحد الكفاف من رزق الله المقسوم
لنا.
فكم من غني ممنوع من الأكل ومحروم من السعادة، وكم من فقير راضٍ بما قسمه الله له، وتجده سعيداً بنجاح أولاده ومعافي في بدنه.
وختاماً، يجب أن نعلم أن السعادة رزق والرضا رزق والصحة رزق وراحة البال رزق والزوجة الصالحة رزق وبر الأبناء رزق، فالله
سبحانه وتعالى هو الرزاق الرحيم بعباده، فلا تنظر لما عند الآخرين ، فلا تعلم ..قد منحه الله ليختبره، وقد منعك ليجبرك.