مفاتيح النقد الأدبي موضوع أخرجني من خلوتي واعتكافي حدث معي منذ مدة بعد أن نشرت قصة ومر عليها ناقد شبح هذا التصنيف الذي لم أكن قد عرفته أو كونت عليه فكرة بعد وورد بدراسة للكاتب الناقد عبد الكريم حمزة عباس الناقدة و قد كانت قدمت نفسها أنها دكتورة وهذا صميم اختصاصها سوّلت لها نفسها توجيه الأمر لي بتغيير طريقتي بالكتابة التي لم ترق لها ،وتدخلت بصميم أحداث القصة وطالبتني بتغيير النهاية وكالت بالأسلوب العديد من الانتقاص والتنبيه وبالأخير قالت جملة كانت مستفزة وهي أن الناقد الأدبي هو كالحداد البارع الذي يتناول الكاتب ونصه ويظل يدق ويضرب على رأسه بمطرقته حتى يطوِّعَه ويصوِّبَه …ويعيده للطريق المستقيم وكان الأمر فوق الاحتمال ما جعلني أرد عليها بنص كلفني الحضر من مجموعة أدبية لأن الناقد الشبح كان يحمل شهادة دكتوراه بالحدادة قصدي بالنقد الأدبي وأنا لم أكن سوى كاتبة تنشر خربشات صباحية و مسائية المتواضعة و اليكم النص…. ______ العبث تحمل قلما وتكتب يبدو الأمر عاديا ،لكنه يجرح ويذبح وهذا ليس عاديًا ،عبث الكتابة في زمن الرداءة ليست رداءة الكلمات بل رداءة من نوع آخر ؟! من أنت….؟! ومن أعطاء الحق لمحاسبة الكل ..؟ وهل كمالك المُزَّيَفْ يفسر نقص الآخرين …؟ هل نياشينك وشهاداتك المُبَرْوَزَة بإطارات مزخرفة تجعلك أعلى وأكمل …؟ قد تكون الأعلم والأكمل والأقدر سلمنا ولك ذلك ولكن …؟!
عالم الكلمة ليس علمًا دقيقـا ، وليس معادلة صعبة ولا تركيبة كيميائية ولا معضلة فيزياء ….هذا ذوق وفن ،موهبة وحس وأكثر هذا نبض أقلام متنوعة من حيث الثقافة والعلم والظروف والنفسيات ويعلم الله وجع الكُتَابْ والشعراء وآلامهم أحيانا نحن لا نكتب بل ننزف مشاعرنا وآلامنا ما نكتبه هو متنفس للجميع نحاول نخطىء نصيب ونتعلم من بعض ونشجع بعض ونصحح لبعض…..
لسنا الاَّ هواة ولاندعي المعرفة ولا الكمال ولكننا ندعي الإحترام والتقدير لبعض وحتى لما نخطىء نسخر من أخطائنا ونُنَبِهْ بعض دون أن نجرح أو نكسر أو نعبث بخدش حياء أحد في النهاية الأمر لا يستحق ….
العبث هو إدعاء الكمال وإدعاء المعرفة وإدعاء إمتلاك ما ينقص الغير ….والعبث أن أحمل عصى لتقويم الآخرين وأكسر إعوجاجهم بفعل ذلك وأنا أجهل أن تعرجاتهم هي سر جمالهم وأن تقويمي كَسَرَهُمْ وعَبَثي بخواطرهم يحطَّ من عزيمتهم ويعقر أقلامهم ….. والعبث أنهم لا يعرفون أن ما يفعلونه عبث حقيقي لا فائدة منه . انا لست قطعة من الحديد تحتاج الدق على رأسها لتقويمي واصلاحي وان كان النقد الأدبي هو هذا فأنا أتنازل عن أي لقب أو تصنيف و لست كاتبة بل أخربش فقط على الجدران مجرد خربشات عابرة .