أخبارالسياسة والمقالات

مقال بعنوان كيف اصقل شخصية طفلي

ا.د. عطاف الزيات / فلسطين
في صقل شخصية الطفل
“الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراقِ”
صدق الشاعر في هذا البيت وغيره فيما يخص جمهور الأمهات لما لِسِت الحبايب من كرامة وأهمية في صقل شخصية الطفل منذ ولادته على مراحل حياته.
الأهمية تتجلى أيضًا في الأمور الإنسانية التي تزرعها الأم في الأطفال وبالتدريج الى ان يصبح هؤلاء من بنين وبنات في عنفوان عنوان الحياة، اذ انهم وبدون ريب ينشأون كما ربتهم الأم، كما غرست فيهم من صفات خلاّقة إنسانية، صفات تدعو الى التقدير والاحترام، هكذا وبدون ريب تعمل معظم الأمهات وتتباهى بهنّ المجتمعات، وروح التنافس تُغرس في هؤلاء الأبناء لتتفاخر كل أم بما أنتجت وبما غرست في أبنائها ليكونوا في طليعة الجمهور في الأدب، حسن الأخلاق والإنجازات العلمية والتربوية وصيانة المجتمع بشتى النواحي.
ومع كل هذا أمهاتنا الفاضلات فلا يغيب عنكنّ أنّ العصر الحديث بمختلف المستجدات والتكنولوجيا الحديثة وما أتت به الى الجيل الناشئ من مختلف الصور والاختراعات التي تحتل جل وقت الأولاد وتلهيهم عن كثير من الأمور، وخاصة النواحي الأخلاقية وأسس التربية التي نشأ عليها الآباء والأجداد والتي وطدت العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر من شتى شرائح المجتمع، وكذلك عملت على تماسك أفراد المجتمع وتعاضدهم في معظم امور ونواحي الحياة، وعليه ايتها الامهات يا من يعتمد عليكن مستقبل الابناء، يا من تقمن بصقل شخصية الأطفال، نعم انتنّ عماد المستقبل في خلق جيل يوفق بين الأصوليات الاجتماعية العائلية والإنسانية وبين التكنولوجيا الحديثة، فالتقدم واطراد النجاح، والتنافس العملي والمهني وكينونة السباق نحو الأفضل والأحسن، هذه جميعها امور ايجابية ويجب تنميتها بكل ثمن.
الا اننا مع كل هذا نحن مطالبون بأمور عدة،، مطالبون نحن معشر الأهل وخاصة الأمهات بأمور لا بدّ أن أنوه اليها فيما يلي:
يترتب على الأمهات بل ينبغي من باب الأمل والاحترام ان يعملن بتحذير الأبناء بلطف متناهٍ من التلفظ بالكلام الذي يجب الا يسمعه الأطفال ولتكن الالفاظ قدوة صالحة لهم ومنها يستمدون الأصالة وحسن الخلق.
كما يترتب تحذيرهم من صحبة السوء التي يمكنها ان تقودهم اولا بأول الى ما لا تُحْمَد عقباه مستقبلًا.
يترتب الغرس في نفوسهم قيم الأخلاق واحترام الكبير واحترام الناس والجار، لأنّ في هذه الأمور يلاحظ تقهقر ملحوظ هذه الأيام وعلينا صدّه وكذلك توطيد عاداتنا، وتقاليدنا موازاة مع تقدمنا وتطورنا وعدم الانجرار وراء التكنولوجيا ونسيان الترحيب بالضيوف وإكرامهم مثلًا.
ومن ناحية اخرى اذا اردنا ان نتعمق في هذا المجال يجب عدم الوقوع في اخطاء سلوكية أمام افراد العائلة، وليعذرنني جمهور الامهات العزيزات في بعض التصرفات غير المتعمدّة امام الطفل دون ادراك منهن عن مدى تأثير وقع تصرفهن هذا على تكوين شخصية

زر الذهاب إلى الأعلى