المقالات والسياسه والادب

موائد الرحمن بين الرحمة والاستغلال في رمضان


بقلم: أحمد الشبيتى
موائد الرحمن بين الرحمة والاستغلال في رمضان
مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجلى أسمى معاني الرحمة والتكافل بين المسلمين، حيث تنتشر موائد الرحمن في كل مكان، لتقديم الطعام للصائمين، خصوصًا الفقراء والمحتاجين. إنها صورة إنسانية رائعة تعكس جوهر الإسلام في العطاء والتراحم. لكن يبقى السؤال: هل هذه الموائد تعبير صادق عن الإحساس بالفقراء، أم أنها تحولت عند البعض إلى مجرد “سبوبة” موسمية؟

أهداف المقال:
1. تسليط الضوء على القيم النبيلة لموائد الرحمن في رمضان.

2. كشف الجوانب السلبية التي يتم فيها استغلال هذه الظاهرة لأغراض تجارية أو دعائية.

3. التأكيد على ضرورة استمرار التكافل الاجتماعي طوال العام.

4. التحذير من تحويل العمل الخيري إلى وسيلة للربح أو الشهرة.

الوجه المضيء: التكافل والرحمة في رمضان

إن إطعام الطعام من أعظم أعمال الخير، وقد جاءت النصوص القرآنية والحديثية تحث عليه:

قال الله تعالى: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الإنسان: 😎.

وقال النبي ﷺ: “أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ” (رواه الترمذي).

هذه الأدلة تؤكد أن موائد الرحمن، حين تكون خالصة لوجه الله، تجسد أعظم معاني التكافل في الإسلام.

الوجه الآخر: الاستغلال تحت ستار العمل الخيري

لكن للأسف، نجد في المقابل بعض الجهات التي تستغل هذه الظاهرة لتحقيق مكاسب مادية أو دعائية، مثل:

تحويل موائد الرحمن إلى دعاية انتخابية أو تجارية، حيث تنتشر اللافتات التي تروج لأسماء متبرعين أو جهات معينة.

تقديم وجبات دون المستوى رغم تلقي تبرعات ضخمة، مما يثير التساؤلات حول أوجه صرف الأموال.

نشر ثقافة المساعدات الموسمية بدلًا من الحلول المستدامة التي تعين الفقراء على مواجهة الحياة بكرامة.

رسالة رمضان الحقيقية: العطاء المستمر

ليس المطلوب فقط أن نطعم الفقراء في رمضان، بل أن نبحث عن حلول جذرية لمشاكلهم على مدار العام، مثل:

دعم مشاريع صغيرة للفقراء تعينهم على كسب رزقهم باستقلالية.
تمويل الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات مستدامة.
غرس ثقافة التكافل الاجتماعي بحيث يستمر العطاء بعد رمضان.

الخاتمة:
موائد الرحمن صورة مشرقة للخير في رمضان، لكنها تفقد معناها إذا تحولت إلى وسيلة للشهرة أو الاستغلال. العطاء الحقيقي هو الذي يدوم، لا الذي ينتهي بانتهاء رمضان. فقد قال النبي ﷺ: “أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ” (رواه البخاري ومسلم).

فلنجعل من رمضان نقطة انطلاق لمساعدة الفقراء طوال العام، وليس فقط في شهر واحد من السنة. 

مقالات ذات صلة