القسم الديني
نبى الله داود /.بقلم عاطف سيد المحامى بالنقض والإدارية العليا
بقلم عاطف سيد المحامى بالنقض والإدارية العليا
نبى الله داود
عليه السلام
ونزل عليه [الزبور ]
مرت سنوات على وفاة سيدنا موسى وجاء بعده أنبياء وماتوا وانهزم بنى إسرائيل وضاع منهم التابوت وتشردوا وطردوا من ديارهم
إلى أن أمراة حامل أخذت تدعو الله أن يرزقها غلاما صالح ، فاستجاب دعائها
فولدت غلام وسمته( أشموئيل) بمعنى اسماعيل بالعمرانية
وكانت ترسله دائما إلى المسجد ، تربى وكبر على يد رجل صالح علمه الخير والعبادة حتى بلغ أشده
وفى يوم وهو نائم سمع صوت يأتة من ناحية المسجد فأنتبه وظن أن شيخة يدعوه
وكانت المفاجأة ،، أنه جبريل عليه السلام هو الذى يدعوه وقال له :
(( إن ربك قد بعثك لقومك ))
ولم يذكر أكثر من ذلك فى هذا الأمر
قال تعالى: سورة البقرة (١٤٦)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
مرت الأيام ثم جاء له بنى إسرائيل يسألونه ؟
ألسنا مظلومين ومشردين ؟
قال : نعم انتم كذلك
قالوا : ادعوا لنا الله يبعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته لكى نقاتل فى سبيل الله ونستعيد أراضينا والتابوت
فقال لهم : هل انتم مستعدين للقتال لو كتب عليكم
قالوا : نعم ولما لا ، نقاتل فى سبيل المثال ونسترد ديارنا والتابوت
قال:أن الله قد بعث لكم [طالوت] ملكا
قالوا : كيف يكون طالوت ملكا علينا وهو ليس غنيا وفينا من هو أغنى وأحق منه
قال: أن الله اختاره عليكم وأعطاه العلم والجسد القوى وآيته استرجاع التابوت لكم والله يفعل ما يشاء
قال تعالى : سورة البقرة (٢٤٧)
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ
طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
قال تعالى: سورة البقرة (٢٤٨)
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وتحقق المعجزة وعادت إليهم التوراه
حتى جاء ((جالوت)) وهو مقاتل عنيد جبار لا يهزمه ولا يقدر عليه أحد
جاء ليقاتله وياخذ التوراه من جديد
فجهز طالوت جيش وانطلقوا فى الصحراء حتى احس الجيش بالعطش
فقال لهم : سنصادف نهى فى طريقنا من شرب منه فليخرج من الجيش
ومن بل ريقه فقط فليظل معى فى الجيش نحارب وتنتصر
قال تعالى:سورة البقرة (٢٤٩)
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
وقد أعد طالوت هذا الامتحان لجنود الجيش لكى يعرف ايهما قوى الإرادة ويستطيع التحمل والصبر معه أثناء قتال جالوت القوى
وللاسف لم يتبقى إلا القليل فى جيش طالوت
وخرج ((جالوت)) بسيفه وقوته يطلب أحد يبارزه ،،، وخاف منه جن طالوت جميعا
واذا يخرج من جيش طالوت راعى غنم صغير يدعى[ داود]
كان مؤمنا بالله ويعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقيه للانتصار فى هذا الكون
وطلب من الملك طالوت أن يخرج للقتال فرفض طالوت خوفا عليه،
لان داود راعى غنم صغير ولم يكن جندى مدرب على القتال
فجاء داود فى اليوم الثانى وطلب أن يخرج لقتال جالوت ؟
فأذن له الملك بعد اسراره وقال له :
إذا قتلت جالوت سوف تصير قائد الجيش وتتزوج ابنتى
قال تعالى :
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)
هل انتصر داود ؟
انتصر سيدنا (داود) وقتل جالوت وأصبح أشهر رجل فى بنى إسرائيل وصار قائد الجيش وتزوج ابنة الملك
كان داود غير محب للشهرة ولا يفرح بمدح الناس بل كان يحب العباده لله عز وجل
وهب الله داود صوت جميل كان كلما قرأ كتاب الله أو سبح له يقف الطير فى الهواء ويسبح معه وكذلك الجبال والوحش تنعكف حوله والأنهار كانت لتقف ويعكف الجن والإنس والدواب على صوته حتى يهلك بعضهم جوعا وعطشا
واختفى داود لكى يفعل ما يسعده و
ذهب للصحراء لكى يتعبد فى عزله
قال تعالى :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ } سورة سبأ
فقد كان داود يقوم ثلث الليل ويصوم يوما ويفطر يوما وهذا صيام الدهر وكان لا يأكل إلا من عمل يده
وأنزل الله عليه كتاب( الزبور )وهو كتاب مشهور أنزله الله فى شهر رمضان وكان (سيدنا داود ) يأمر دابته تجرى وهو يقرأ القرآن وينتهى قبل أن تعود دابته
كان (داود ) يحب الحيوانات والطيور ويعطف عليهم ويداويها إذا مرضت و فى يوم وهو يتأمل مخلوقات الله ،، سمع حوار عصفورين واكتشف أنه يفهم لغتهم وكذلك يفهم لغة الحيوانات وكل ما أعطاه الله من معجزة ازداد فى عبادته
كانت مشكلة قوم داود هى كثرة الحروب وكانت الدروع الحديدية ثقيلة على الجنود وتسبب فى الهزيمه،، فأخذ داود يفكر وأمامه قطعه من الحديد
فأكتشف أن يده تغوص فى الحديد (ألان الله له الحديد)
فشكله وصنع درع خفيف يسمح للجنود بحرية الحركه وتحمى جسدهم وكانت سبب فى انتصار قوم داود على الاعداء فى الحروب وسجد شكر لله
وجعل الله حب داود فى قلب الناس كلها والطيور والحيوانات ورأى الملك هذا الحب فثارت فى نفسه الغيرة وبدأ يحاول إيذاء سيدنا داود وجهز جيش ليقاتله
وفى يوم دخل داود على الملك وهو نائم وأخذ سيفه وقطع جزء من ثيابه
وعندما استيقظ الملك ..قال له داود :
إنى لا أكرهك ولا أريد قتلك وإن كنت أريد ذلك لكنت فعلت وانت نايم وهذة قطعه من ثيابك دليل على صدق كلامى
فأحس الملك أنه أخطأ وطلب العفو من داود
ومرت الأيام وقتل الملك وأصبح داود نبيا أرسله الله و ملكا فى نفس الوقت ومن نعم الله على (داود) كان يفرق بين الحق والباطل وكان له ابن سماه (سليمان) يتصف بالذكاء منذ الصغر وعندما بلغ سليمان إحدى عشر سنة ،،
قصة داود وابنه سليمان
قال تعالى: سورة الأنبياء (٧٨)
{ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } (٧٩)
سيدنا داود وابنه سليمان
جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس فجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر
قال صاحب الحقل : سيدى النبى إن غنم هذا الرجل نزلت إلى حقلى في الليل وأكل كل العنب الموجود فى الحقل وجئت لتحكم لى بالتعويض
قال صاحب الغنم: نعم حدث يا سيدى
حكم (سيدنا داود) بأن تعطيه غنمك بدل من العنب الذى أكلته الغنم
فقال سليمان : عندى حكم اخر يا أبى
فقال داود : قله يا سليمان
فقال : أحكم
بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل ويصلحه ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب من جديد
وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منها وبعد انتهاء المدة يرجع لكل منهم أشيائه
قال داود : هذا حكم عظيم يا سليمان
داود والمحراب
فى يوم كان داود فى المحراب يتعبد وفوجيء برجلان وفزع منهم
فسألهما من أنتما؟
فقال أحدهما ،، لا تخف يا سيدى
بينى وبين هذا الرجل خصومه وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق
قال تعالى :
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ } {إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ } (ص ٢٢ )
كانوا آخان إحداهما يملك ٩٩ نعجة والآخر يملك واحده فقط
فطلب النعجة منه ليضمها لنعاجه فاستشار سيدنا داود
فقال تعالي :
{ قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}
(سورة ص ٢٤)
وكان رد سيدنا داود : لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض، ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن نفسه إلا المؤمنين الصالحين، فلا يبغي بعضهم على بعض، وهم قليل. وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة، فاستغفر ربه، وسجد تقربًا لله، ورجع إليه وتاب.
فتنه سيدنا داود
أدرك سيدنا داود أنه فتن
(باصداره الحكم قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر ) واستغفر ربه
قال تعالى :
﴿فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ﴾ الذي صدر منه،
﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى﴾ اى مكانة عاليه وقرب إلى الله (سورة ص ٢٤)
كان داود لا يغقل اربع ساعات
الأولى يناجى ربه والثانية يحاسب نفسه والثالثة يسمع آراء من ينتقده والرابعة هى عون على باقى الساعات
توفى داود فجأة وجمعت جنازته أربعون ألف راهب وآلاف غيرهم من الناس،، أذت أشعة الشمس الناس
فدعا سليمان الطير لتظل سيدنا (داوود )حتى أظلمت عليه الأرض وسكنت الريح
وبعدها قال سليمان للطير :
أظلى الناس من ناحية الشمس وتنحى من ناحية الريح وأطاعت الطير ،، فكانت ذلك أول ما رآه الناس من ملك سليمان