وسط أجواء من الضحك الممتزج بالحزن، قدّمت فرقة مسرح طنطا العرض المسرحي الجديد “حقًا عائلة مجنونة”، والذي جاء في إطار درامي ساخر، يعكس واقعًا مؤلمًا لكثير من الأسر المفككة التي باتت تسير بلا قيم أو مبادئ.
تدور أحداث المسرحية حول عائلة مضطربة، تخلّت عن أبسط معاني الإنسانية، فقام أفرادها بـ”بيع” شقيقتهم عصمت بتزويجها لمن يدفع أكثر، دون أي اعتبار لمشاعرها أو مستقبلها. تتنقل عصمت بين زيجات من رجال مصريين وسعوديين وغيرهم، في صورة عبثية تسخر من الواقع وتُدين ما آلت إليه بعض المجتمعات من تدهور أخلاقي.
يعيش في البيت نفسه جد العائلة، الذي يتصنّع الإصابة بالزهايمر، هربًا من مسؤولياته وواقع العائلة المأساوي، في أداء تمثيلي نال إعجاب الجمهور.
وعلى الجانب الآخر من القصة، تتعلق عصمت بحب ابن الجنايني، في علاقة عاطفية تواجه رفضًا قاسيًا من الأسرة، خاصة شقيقها، لتتصاعد وتيرة الصراع بشكل درامي، تنتهي بمشهد مأساوي وصادم، حيث تُقتل عصمت على يد حبيبها نفسه، في لحظة ذروة عبّرت عن أقصى درجات العبث والضياع.
المسرحية، رغم طابعها الكوميدي في بعض المشاهد، وجهت رسائل نقدية حادة للمجتمع، وحظيت بتفاعل وتأثر كبير من الحضور، الذين وقفوا احترامًا لأداء الفرقة ورسالتها المؤلمة.
“حقًا عائلة مجنونة” ليست مجرد مسرحية، بل صرخة فنية في وجه اللامعقول، صرخة تقول: آن لنا أن نُراجع أنفسنا، قبل أن نبيع ما تبقى من إنسانيتنا.