المقالات والسياسه والادب

هذا الرجل ليس أنا

بقلم حمدى بهاء الدين

من هذا الذى انظر إليه فى المرآة ؟ هل هذا هو أنا ؟ لا أظن ، إنه شخص آخر ، لا يمكن أن تتغير ملامحي بهذا الشكل وفى ذلك الوقت القصير جدا ، لا يمكن أن تتغير الروح بين ليلة وضحاها ، من أين جاءت تلك التجاعيد ؟ من أين جاء هذا الشحوب وكيف حدث هذا الإنطفاء ؟ من أين جاء هذا الشيب الذى أصاب شعر الرأس وكسر إرادة الروح ؟ أين النضرة التى كانت على وجهي ؟ أين البريق الذى كان فى عيني والألق الذى كان فى مقلتي ؟ هذا ليس أنا ، هذا شخص أخر لا أعرفه ولا يعرفني ، لا يشبهني ولا أشبهه ، رجل يحمل بعض بقايا من ملامحي لكنه ليس أنا ، هذا رجل فى خريف العمر وفى نهايات الرحلة ، رجل بلا أمل بلا طموح بلا رجاء فى الحياة ، رجل يسير فى طريق الموت بثقة دون مقاومة لا يعبأ بتاريخي ولا يؤمن بقدراتي ولا يدرى من أنا ولا من كنت ، رجل سقط سيفه ونزل عن صهوة حصانه ولم يعد قادرا على المواجهة وخوض المعارك ، رجل مستسلم لا يدرى أى طريق يسلك ، رجل يحتاج إلى معجزة والمعجزات لا تأتي بسهولة أو ربما لا تأتي ، كل شىء مرهون بالقدر وآه إذا تخلي عنا القدر هنا يتوقف كل شىء ويتغير كل شىء

ولا يعد لك من الأمر شيء لا يشفع لك تاريخ ولا إنجاز بل يضيع كل شىء وتصبح مهب الريح وتتزعزع ثقتك بنفسك وتفقد ايمانك بذاتك

والدهشة هنا والتساؤل كيف وصلت إلى تلك الحالة ؟ هل هى أخطائي أم تكاتف من حولي لسبب ما لا أعرفه وتضامنت الظروف لإسقاط الفارس ونحر الفرس بدم بارد قدرا أو انتقاما ؟

وأمام تلك الحيرة وجدتني أتساءل متعجبا هل هذا كل شىء أم هناك ما هو خفي ؟ هل سينتهي الأمر عند هذا الحد أم القادم أسوأ وأكثر إزعاجا ؟ هل اصبح السقوط وشيكا ام هناك وسيلة للإفلات والنجاة ؟ وحتي تأتي الإجابات وأود أن أقول أن هذا الرجل الذى فى المرآة ليس أنا

# بقلم حمدى بهاء الدين

هذا الرجل ليس أنا
هذا الرجل ليس أنا

مقالات ذات صلة