همسات الخيانة القاتلة ( ٤ )

346

فقدان البصر نعمة فى بعض الأحيان

و خرجت هاجر من غرفتها و إذا بها تسمع صوت غريب فى الغرفة التى

ينام فيها حازم و إقتربت فى هدؤ و نظرت من ثقب الباب و إذا بها ترى مشهد من صنع الشياطين و ليس البشر فتجد أمها بين أحضان زوجها و هنا شعرت هاجر و كأنها قد أصابها عمى فى بصرها و كاد قلبها يقف عن النبض و تماسكت و أخذت تتمسك بالحائط و تسير فى خطوات

بطيئة حتى وصلت غرفتها و كانت تشعر بدوار شديد و حرارة عالية

تخرج من جسدها و مشت نحو سريرها و هى ترفع يدها تجاه طفلها

و كأنها تنادى عليه كى يسندها و ظلت تسير ببطئ شديد و هى تشعر و كأنها خرساء و عيناها تنادى على رضيعها و تقول أمسك بي أمسك بي و حتى وصلت إلى السرير و أمسكت بحرفه حتى فقدت توازنها و وقعت على الأرض مغشياً عليها و إنتابتها حمى شديدة ظلت فترة طويله و كادت أن تفقد حياتها إلا صوت بكاء رضيعها هو ما جعلها تتمسك بالحياة و كأنه يقول لها لا تتركينى يا أمى و مرت أيام كثيرة حتى ذهبت عنها الحمى و بعد إستعادت وعيها فتحت عينيها و جدت حازم و أمها بجوارها فكادت أن تصرخ إلا أنها نظرت فى آخر الغرفة فوجدت والدها يصلى فسكتت و صاحت أمها فرحانه بشفائها و قال حازم الحمد لله كنت أخشى عليك من الحمى و كانت هاجر بداخلها بركان من الغضب و لكن كيف تتكلم و والدها هنا و إنتهى جابر من الصلاة و قبل هاجر و حمد الله على شفائها و كانت هاجر لا تتكلم كانت تخشى من كلامها فإذا تكلمت ستهدم العائلة و هى لا تتحمل النظر إلى زوجها و أمها و كلما تذكرت المشهد شعرت بنار فى جسدها و كانت تنظر لرضيعها و تقول فى نفسها وما ذنب هذا الطفل أن يعيش فى بيت يملئه الخيانة حاجات كثيرة كانت هاجر تفكر فيها و فضلت أن تسكت حتى تجد حلاً و كان الجميع يلاحظ تغير على هاجر و لكنهم كانوا معتقدين أن هذا بسبب الحمى التى إنتابتها بعد الولادة و مرت الأيام و رجعت ناهد لبيتها و ظلت هاجر و طفلها فى بيتها و كان حازم كلما يقترب من هاجر تنفر منه و تعامله معاملة جافة فكانت هاجر لا تنظر فى وجهه أبداً و كانت تشعر كلما سمعت صوته و كأنه صوت شيطان رچيم و كان حازم يعتقد أن هذا بسبب الحمى و لكنه لم يتحمل الوضع و إذا به فى يوم جاء من عمله فوضعت له الطعام و خرجت إلى غرفة طفلها و كان حازم يلاحظ أنها لا تأكل معه وااااااا
الكاتبة / هناء البحيرى