أدب وثقافه

همسات سراب ٥

قال تعالى «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ».

و جاء يوم الزفاف و كانت الفرحة كبيرة جداً و ذهبت صفاء هى و أمل إلى الكوافير و إتصلت على عادل فى الهاتف كى تطمئن عليه و سألته عن ميعاد قاعة الحفل فقال لها سأتى إليكى فى الساعة السابعة و أنهت المكالمة لكنها شعرت بضيق فى صدرها و أحست أنها لن تسمع صوت عادل مرة أخرى و وقفت فى ذهول و شعرت أمل أن وجه صفاء شاحب و يبدو عليها القلق فسألتها ماذا بكى قالت صفاء لا أعرف يا أمل أشعر أننى لن أسمع صوت عادل مرة أخرى قالت أمل هذا من كثرة الفرحة إسأليني أنا و مر الوقت حتى السابعة و الربع و لم يأتي عادل و حاولت الاتصال به أكثر من مرة لكنه هاتفه مغلق و بدأ القلق يتملك منها و إذا بهاتف أمل يرن فترد أمل و يكون مراد و صاحت أمل لاء لاء بصوت عالي و جلست تبكي و عرفت صفاء أن إحساسها كان صادق و وقعت على الارض مغشى عليها و بعد إفاقتها وجدت نفسها فى المشفى و بجوارها أمها و أمل قالت أين عادل و ظلت تصرخ و علمت صفاء أن عادل بعدما حدثها عبر الهاتف ذهب ليحضر بدلة الزفاف من المكوجي و إذا بفتاة تسير فى الطريق و حاول أحد المارة التحرش بها فحاول أن يدافع عنها فما كان من الشخص المتحرش إلا أنه أخرج مطواة و طعنه بها فسقط فى الحال و فارق الحياة و نظرت صفاء إلى أمها و هى تصرخ كنتي تخشى على أن أترمل كنتى تخشى عليه من عمله فى سيناء و الان مات من أجل الفتاة و لم يمت من أجل عمله فى الجيش و ظلت تصرخ حتى إنتابتها حالة عصبية شديدة و ظلت فى المشفى لمدة كبيرة عجبا لهذا القدر بعدما كانت الذغاريد تملاء المكان تبدل الحال و ملاء الخزن و الدموع أركان حياة صفاء و ظلت على هذا الحال عدة شهور حتى إستعادة صحتها و قررت أن تعيش على ذكرى عادل أما أمل فكانت تحاول أن تخفف عنها فى كل وقت و عادت صفاء إلى عملها لكن و هى حزينة و كأنها قد أصبحت عجوز تنتظر الموت فكانت تتمنى الموت بأسرع وقت حتى تلتقي بعادل و ظلت تنتظر الموت حتى ولنكمل غداً إنتظرونى

الكاتبة / هناء البحيرى

أعجبني

تعليق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى