الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده اللهم صل علي عبدك ونبيك محمد وعلي آله وأصحابه ، أما بعد:
مازال الحديث مستمرا عن الإلحاد وهو كما تم تعريفه ” عدم الإيمان بوجود خالق أعظم لله يستحق العبادة ، وعدم التصديق بأي أدلة عقلية أو نقلية علي وجود الخالق ” وأنهم يدعون أن الكون قديم لا بداية له وبذلك فإن الطبيعة هي من صنعت كل شىء أو كما في نظرية النشوء والتطور قد بدأت الأشياء من خلية ميتة ثم خضعت للتطور والارتقاء.
* مابين نظرية النشوء والتطور والإلحاد
بداية نقوم بالتعريف بصاحب النظرية
* تشارلز داروين
عالم تاريخ طبيعي و أحيائي وجيولوجي بريطاني ولد في إنجلترا ١٢ فبراير ١٨٠٩ م لعائلة إنجليزية علمية و توفي في ١٩ إبريل ١٨٨٢ م والده هو الدكتور روبرت وارنج داروين
وكان جده أراسموس داروين عالما و مؤلفا ، اكتسب داروين شهرته كمؤسس لنظرية التطور والتي تنص علي أن كل الكائنات الحية علي مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة وقام باقتراح نظرية تتضمن هذه الأنماط المتفرعة من عملية التطور ناتجة لعملية وصفها بالاصطفاء الطبيعي
* نظرية التطور
نشر العالم البريطاني تشارلز داروين لأول مرة في ٢٠ أغسطس سنة ١٨٥٨ م نظرية التطور المعروفة باسم الانتخاب الطبيعي في دورية أبحاث بلندن ، واعتقد داروين أن النباتات والحيوانات قد نشأت تدريجيا من أسلافها القليلة المشتركة بواسطة الانتخاب الطبيعي ، وهذا الأعتقاد مبني علي أساس أن بعض الصغار تموت مبكرا قبل الأوان
لأن هناك مصدرا محدودا من الغذاء والماء و الضروريات الأخري للحياة لجميع الكائنات لذا تتنافس هذه الكائنات و تتصارع للحصول علي ضروريات البقاء ، كما تكافح أيضا لدفع الأخطار .
ونتيجة لذلك وفقا لنظرية داروين تحيا الأفراد ذات الصفات الملائمة للبقاء ودفع الأخطار ، بينما تموت الأفراد ذات الصفات غير الملائمة وغير القادرة علي الحصول علي ضروريات البقاء أو دفع الأخطار .
* نظرية داروين والإلحاد
تعتبر نظرية التطور السلاح الأقوي الذي يستخدمه الملحد في مناظراته مع الطرف المؤمن .
لقد أنكرت نظرية التطور الله الخالق فاصطبغت هذه النظرية بالصبغة الإلحادية ويقول ( دالاج ) أستاذ التشريح المقارن وعضو أكاديمية العلوم الفرنسية سابقا ، ولقد كانت هذه النظرية اعظم معول استخدمه الملحدين في محاولة هدم الإيمان بوجود الخالق ، فقال ( هيجل ) الملحد مثلا أن داروين بأكتشافه نظرية التطور قد سحق الاعتقاد برواية الخليقة بضربة واحدة ، كما قال الأستاذ ( دالاج ) أيضا مما لا شك فيه أن القول بنظرية التطور أهمية فلسفية أكثر منها علمية ولم يغب هذا عن الماديين والملحدين أمثال هيجل الألماني و هكسلي الإنجليزي وغيرهما من منكري الخالق وإعلانه ، فاتخذوا منها سلاحا ضد الاعتقاد بالخالق و بوحي كتابه .
ويقول دكتور كمال شرقاوي غزالي : عندما ظهرت نظرية داروين كانت بمثابة قنبلة فكرية هزت العالم أجمع وقلبت المفاهيم رأسا علي عقب ، أحدثت دويا هائلا إنعكست آثاره العميقة علي العلم والدين والسياسة معا فقد أصبحت النظرية محورا للنقاش ولا زالت تحظي بالشهرة حتي الآن ولا زال هناك من يؤيدها أو يسعي لتأييدها .
وكان الغرض الخفي من هذه النظرية هدم العقائد المقدسة والقضاء عليها وبالفعل سادت موجة عجيبة من الإلحاد كذلك ظهرت مذاهب سياسية كان مصلحتها القضاء علي سلطان رجال الدين الذين كانوا يسيطرون علي مقاليد الحكم في الدول الأوربية ومن ثم استغلوا تلك الآراء في ترويج الإلحاد لخدمة أهدافهم الشخصية .
يقول القس ( عبد المسيح بسيط ) : وطبق داروين هذه النظرية علي الدين قال: أن الدين نشأ اولا علي الإيمان بقوي روحية غير مرئية ثم الإيمان بقوي سحرية ثم انتقل إلي الوثنية أو تعدد الآلهة حتي وصل إلي غايته في التوحيد ، ورفض ما جاء في العهد القديم وكان ظهور هذه النظرية سببا في ترك الأديان وانتشار الإلحاد وعبادة الطبيعة وإنكار الكتب الدينية و الوحي والأنبياء عموما .
لقد كان داروين في البداية يعتقد أن الله هو الذي أبدع الأنواع المختلفة ولكن في النهاية قال : أن كل ما عمله الله في الخلق أنه أبدع جرثومة واحدة وتركها لذاتها وهي تلقائيا اخذت تتفرع وتتنوع حتي صارت ملايين من الأنواع التي تختلف عن بعضها بخواص متباينة كما هو مشاهد الآن .
فالتطور في نظرية داروين قد تم بعيدا عن أي تدخل إلهي
يقول برتراند راسل : لقد سدد مذهب داروين إلي علم اللاهوت ضربة قاسية تماما كما فعل كوبرنيكوس في عالم الفلك ، فالداروينية لم تجعل فحسب من الضروري التخلي عن الاعتقاد بثبات الأنواع والتخلي عن فكرة اتيان الله بأعمال الخلق المنفصلة التي يبدو أن سفر التكوين في الكتاب المقدس يؤيدها بل أنها جعلت من الضروري أن نفترض إنقضاء حقب سحيقة منذ بداية الحياة
المصدر
١- موقع اليوم السابع
٢- موقع الانبا تكلا هيمانوت
٣- ويكيبيديا
٤- موسوعة المذاهب الفكرية
ومازال للحديث بقية
