وجوده بيننا هو الحصن الحصين النبي ﷺ الجزء الخامسه

175

بقلم د/ محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

تتجاذب الكلمات حبا واحتراما وإكراما لمقام رسول الله ﷺ ، هذا النبي الأمي العربي الذي مهما عددت من أوصافه أو ذكرت من محاسنه وأخلاقه لا يسعك الجهد ولا الوقت.

فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم لله عز وجل وقد ضرب في ذلك أروع الأمثلة الشاهدة الباقية .

وهو بأبي وأمي ونفسي وروحي وحياتي كلها رسول الله ﷺ نعم الناس في الأخلاق الطيبة والآداب السامية العالية.

ولقد كان النبي ﷺ أشد الناس تعاونا في كل خير.

قال عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه‏)‏‏.

(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) (رواه النسائي والحاكم) .

وهنا تتجلي القدوة لمن أرادها في اتباع أوامر الله وما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.

يقو الله تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) 

[سورة النساء ، الآيتان : 69-70].

وقال سبحانه و تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)

[سورة الأحزاب ، الآية:21].

ولقد ارتقى النبي ﷺ في مدارج الأخلاق أعلاها وأقواها حتى بلغ نهايتها، فقد أدبّه الله وجعل أخلاقه أكرم الأخلاق وأحسنها، فهو قبل النبوّة الصادق الأمين، كريم الخلق، وهو في الإسلام أحسن ما يكون من الفطرة السليمة والخُلُق الحسن.

ولقد كان صلي الله عليه وسلم شجاعاً كريماً مجتهداً في العبادة، وكان عدلاً رحيماً خاشعاً لله في أمره كلّه، يغضب لأمر الله ولا يغضب لنفسه، وكان في خدمة أهله، وكان يقوم على أمر نفسه، فيحلب شاته، ويُصلِح نعله، وكان متواضعاً للناس كلّهم، يجيب دعوة الغني والفقير، ويسير في حاجة النساء والصبيان، ويشهد الجنائز، ويحنو على الأطفال، ويقبل الهديّة، ويركب من الحيوانات الحمير والبغال والفرس، ويأكل ممّا يأكل الناس.

فتتيقن أن أكمل وأعظم المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).

وقد أخبرنا النبي ﷺ :(إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).

و جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من خياركم أحسنكم خلقا).

وقال النبي : (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء). 

وفي رواية: (وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة).

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله). وفي رواية: (لنسائهم).

 وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا).

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا).

 وروي عنه صلى الله عليه وسلم : (إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد).

هو رمز الإشراق والخير لكل مسلم.

هو النور الذي يضيء لنا كل دروب حياتنا 

هو بأبي وأمي ونفسي وروحي وحياتي كلها صلى الله عليه وسلم رمز الهداية والرشد والنجاة ودليلنا إلي جنة عرضها السماوات والأرض.

النبيّ صاحب أعلى درجة في الجنّة وهي الوسيلة يقول صلى الله عليه وسلم:(سَلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا هو)

[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو ،رقم: 384، صحيح]

، وما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنّة يقول صلى الله عليه وسلم:(ما بيْنَ قَبري ومِنبَري رَوْضةٌ من رياضِ الجنَّةِ)

[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن أم سلمة، الصفحة رقم: 2872 ، صحيح على شرط مسلم]

، ونسبه صلي الله عليه وسلم هو النسب الوحيد المتصل يوم القيامة يقول صلى الله عليه وسلم:(كلُّ نسَبٍ و صِهرٍ ينقطع يومَ القيامةِ إلا نسَبي و صِهْري).

[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة رقم: 4564 ، صحيح] 

والنبيّ محمد صلي الله عليه وسلم بأبي وأمي ونفسي وروحي وحياتي كلها هو خليل الرحمن، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا إنِّي أَبْرَأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِن خِلِّهِ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ)

[رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة رقم: 2383، صحيح.] 

وقد اختص هو ونبيّ الله إبراهيم بهذه الخصيصة ، (النبيّ هو أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم) ؛ أي أن ما يأمر به النبي ويطلبه أوْلى وأَحَقُّ بالتقديم والفعل مما تقول به نفس المسلم، فطاعته مقدمة على ما تميل إليه نفوسهم، لقوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)

  

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وكن بنا وبالمؤمنين رؤوفا رحيما.