“وصَايا عَشرٌ لاغتنام رمضَان مِن المَنزِلِ يُقَدِّمها إليكُم مَركزُ الأزهَر العالميُّ للفتوى الإلكترونية
متابعة// الشيخ السيد الحسينى
1) اشْغل كلَّ دقيقِةٍ مِن رَمَضَان بعبادة، ولا تُضيِّع لحظةً منه
في لهوٍ أو تسلِية؛ فمَن اغتَمَ الوَقْتَ فازَ بالأَجر.
2) صاحِبْ القرآنَ والزَمْهُ، ولا تمل قِراءَتَه، واجمَع علىٰ تِلاوتِه
ومُدَارَستِه أهلَ بيتِكَ؛ فرمَضانُ شهرُ القُرآن.
3) صَلِّ الصَّلوات الخَمْس المَكتُوبةً في أوقَتها، وأُمَّ فيها أهل
بيتِك، وليَكُن أبناؤك مِن الذُّكور خَلفك في صَفٍّ، وزوجتُك
وبناتُك خلْفَ الذُّكورِ في صَفٍّ؛ كي تنالوا ثوابَ صلاةِ الجَمَاعة،
إلىٰ أنْ يَرفَعَ الله هذا البَلاءَ وتُفتَحَ مَسَاجدُنَا.
4) اجْلِسْ فِي مُصَلَّاكَ بَعد صَلاةِ الفَجْرِ جَمَاعةً فِي بَيتِك،
واذْكُر اللهَ حتَّىٰ تَطلعَ الشَّمسُ ثمَّ صلِّ ركعَتين؛ يُكتَب لَك إنْ
شاءَ اللهُ «أَجْر حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» كمَا أخْبَرَ ﷺ.
[سنن الترمذي]
5) اجْمَعْ أَهلَك علىٰ صَلاةِ التَّرَاوِيح في البَيت جَمَاعةً، وأَوتِر
بثلاثِ ركَعَاتٍ، وادْعُ الله سُبحانه بعدَ الرَّفعِ مِن رُكوعِ آخرِ
ركعةٍ، ولِيُأمِّن عَلىٰ دُعائكَ المُصلُّون خلفَك.
6) اجْتمِع أنتَ وأهل بيتِك عَلىٰ الإفطَار والسُّحُور؛ فالاجتماعُ
عَلىٰ الطَّعام سُنَّةُ سيِّدنَا رَسُولِ الله ﷺ؛ إذْ يقُول: «اجتَمِعُوا
علىٰ طَعَامِكُم، واذكُرُوا اسمَ اللهِ عَليه، يُبارَكْ لكمْ فِيه» [سُنن
أبي داود].
7) فَطِّرْ فِي كُلِّ يومٍ صَائمًا؛ ولا تنسَ الفُقرَاءَ في شَهرِ الجُودِ
الكَرم؛ قالَ ﷺ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا
يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» [سُنن ابن ماجه].
8) أَكْثِرْ مِن ذِكرِ الله ودُعَائه وأنتَ صَائمٌ؛ فمِن بينِ الثَّلاثَةِ
الَّذين لا تُردّ دعوَتُهم كما أخْبَرَ ﷺ: «الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ»
[مُسنَد أحمد].
9) لَا تَحْزنْ أخِي المُسلم؛ فطاعَاتُكَ وعِبادَتُك الرَّمضَانيَّة في بُيوت
الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد؛ بل لَك أجرُهَا كَامِلًا إنْ
شاءَ الله؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا
مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا
صَحِيحًا» [صحيح البُخاريّ].
10) لَا تُخالفْ إرشَادَاتِ الوقَاية مِن فيرُوس كُورونا؛ واعلمْ أنَّ
احترامَ قرَارِ غلقِ المَساجِد وتعليقِ جماعَاتها وقت الوباء دينٌ
يُثاب المرءُ عليه؛ كما أنَّ إعمارَها في الظُّروف الطَّبيعيَّة دينٌ
يُثاب المرءُ عليه.
ونسألُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أنْ يرفعَ عنَّا وعَن العَالَمينَ البَلاءَ، وأنْ
يَحفَظَنَا وبِلادَنا مِن كلِّ مَكرُوهٍ وسُوء، وألَّا يَحرِمَنَا طمأنَينَةَ
الصِّلَةِ بِه، وسَكِينةَ اللُّجُوءِ إلَيه؛ إِنَّه سُبحَانَه حَنَّانٌ مَنُّانٌ، ذو
فَضْلٍ وكَرَمٍ وإحسَانٍ.
وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ للَّه
رب العَالَمِينَ.